الرئيسيةيوميات مواطن

المتضررون من الزلزال في سوريا.. لا يجدون من يطمئنهم بالعودة لمنازلهم

كوارث زلزال 6 شباط لا يمكن التعامل معها.. وكأنها لم تكن

يعيش المتضررون من الزلزال في سوريا معاناتهم منفردين. بعد أن خفّ الحديث عن الزلزال وكوارثه. لصالح العديد من المستجدات الحديثة والحروب وغيرها من الأحداث.

سناك سوري-وفاء محمد

أمضت جارتي مع عائلتها قرابة الـ7 أشهر في منزل شقيقها بريف اللاذقية، بعد خسارة منزلها الذي بات بحاجة لترميم. ثم خرجت إلى منزل جديد مستأجر بـ200 ألف ليرة شهرياً، جارتي الموظفة تدفع كل راتبها بعد الزيادة لإيجار المنزل. وتعيش مع زوجها على ما يجنيه من عمله اليومي كعامل في مغسلة بريف اللاذقية.

تتابع الجارة التي نجت مع عائلتها من الموت بصعوبة بينما كان البلوك يتطاير فوق رؤوسهم، الأخبار اليومية علّها تجد فيها ما يطمئن قلبها بأنّ التعويض قادم. لكن حتى اللحظة لا جديد، بينما لم تحصل على سلة غذائية منذ نحو الشهرين، فيما يبدو أن المساعدات توقفت. وآخر ما حصلت عليه كان حوالة مالية من الهلال بقيمة 3 مليون و150 ألف ليرة، قامت بدفع أكثر من نصفها لإيجار المنزل. لعدة أشهر قادمة مخافة أن يفقد المال قيمته ويرتفع الإيجار.

ليست جارتي هذه فحسب، بل غالبية المتضررين في محيطي الصغير يكابدون بذات الطريقة. قلّة منهم عادوا إلى منازلهم مستعينين بحوالات مالية أتتهم من أبنائهم في الخارج، رمموا بها ما أمكن من المنزل ليستريحوا من عناء الإيجارات.

مقالات ذات صلة
من اثار الزلزال على منزل في قرية سطاموخاص سناك سوري

نحو 4 أشهر تقريباً تفصلنا عن الذكرى السنوية الأولى لكارثة الزلزال. فما الذي قد يحدث في هذه الأشهر الـ4، بينما انقضت نحو 8 أشهر دون أن تحمل للمتضررين أي جديد يذكر. يدفعهم للأمل بأنّهم سيستعيدون منازلهم.

بالقرب من بيتي هُدم بناء كامل نتيجة تضرره وعدم إمكانية ترميمه. أكثر من 12 حلماً أزهقوا بينما كان الباكير يتابع عمله لإسقاط البناء. فأين ذهب السكان؟.

أحدهم حمل عائلته المؤلفة من زوجة وطفلين وغادر إلى دمشق بعد أن وجد فرصة عمل هناك. تقول لي زوجته، إنه كان يريد الهرب فقط من رؤية دمار منزلهما الصغير كل يوم.

إحدى الساكنات في البناء غادرت مع عائلتها لتعيش مع والديها. والعائلة الأخرى وجدت منزلاً استأجرته بالقرب من البناء المهدم. وأما صاحب الدكان حاول استخدام غرفة صغيرة في منزله لتصبح دكانه الجديد، سرعان ما أغلقها بعد أقل من شهرين. وهو اليوم ينتظر أن يحصل على تعويض ما.

المتضررون من الزلزال في سوريا يحتاجون من يشعر بمدى معاناتهم، وهم الذين قبل أشهر قليلة كانوا يخططون لمتابعة حياتهم. بهموم تأمين الطعام ومصاريف أولادهم. والذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها دون سقف يأويهم، ليضاف إلى همومهم همّاً أكبر وأكثر عمقاً. متى سنستريح من دفع الإيجارات.

زر الذهاب إلى الأعلى