الرئيسيةشباب ومجتمع

اللاذقية: خسر منزله بالزلزال فأصيب باحتشاء عضلة قلبية

إصابات قلبية لدى متضرري الزلزال.. والجميع بحاجة لكلمة تمنحهم الأمل بعودة منازلهم

استقبل جاري الثلاثيني ذا الروح المرحة، والضحكة الدائمة، أول أيام شهر رمضان في المشفى، بعد إسعافه ليلاً عقب إصابته باحتشاء عضلة قلبية. وهو الذي خسر منزله في ريف اللاذقية بالزلزال.

سناك سوري-وفاء محمد

“أحمد” الموظف الثلاثيني، صاحب العائلة المؤلفة من زوجة وطفلين صغيرين، كان يعيش في منزل أبويه ريثما يكمل تجهيزات منزله. سبق وأن حادثني مطلع العام الجاري طالباً مني كفالته في قرض ليدفع ثمن “النوافذ والأبواب” ويستطيع تركيبها علّه، ينتقل لمنزله مع بداية الصيف.

نجحت مساعي جاري الثلاثيني وحصل على القرض، ونجح بتركيب الأبواب والنوافذ، إلا أن الزلزال كان أسرع بكثير ليقضي على حلمه كاملاً.

فالبناء آيل للسقوط، ومؤخراً تحديداً قبل 3 أيام قررت اللجنة أن التدعيم لن يفيد ويجب الهدم، ليلة إصابته باحتشاء العضلة القلبية. كان “أحمد” قد وقّع ظهراً على قرار الموافقة بالهدم لدى البلدية.

ليس البناء وحده الذي سيهدم، بل أحلام عوائل كثيرة كانت تجهّز منازلها “بطلوع الروح”، واليوم تنتظر زوجته بحرقة قلب خلف باب غرفة العناية المشددة. حيث يتواجد زوجها على أمل الشفاء.

نجح “أحمد” بالصمود عدة أيام قبل أن يتهاوى ويعلن استسلامه أمام مخاوفه وأحلامه المنهارة. بخلاف جاري الآخر، “علي”، الذي خسر محله التجاري ومورد رزقه الوحيد في بناء مشابه، لم يصدر قرار هدمه بعد، لكن مسألة تدعيمه قد تأخذ وقتاً أطول بكثير من قدرة العائلة على الحياة دون مورد رزق.

“علي” وهو في بداية عقده الخامس، موظف حكومي ولديه 4 أولاد، أحدهم يدرس في الجامعة، ويحتاج مصروفاً كبيراً للتنقل والوصول إلى جامعته. يقيم حالياً في المستشفى آملاً بإيجاد جمعية خيرية تتكفل بمصاريف عملية تركيب الشبكة والقثطرة القلبية.

هي قصص وحكايا ربما تجد من يرويها مصادفة، لكنها بالتأكيد قد لا تجد من يسمعها فيبادر لمساعدة المتضررين، ولو بكلمة واحدة يمنحهم فيها بعض الأمل. لتظلّ قلوبهم تعمل وتعينهم على حياة يملؤها القهر والبؤس.

اقرأ أيضاً: رئيس مجلس الوزراء يدعو للإسراع بإعادة إعمار المناطق المنكوبة من الزلزال

زر الذهاب إلى الأعلى