أخر الأخبارفن

العداوة بين الحَماية والكنّة فرض واجب في مسلسلات البيئة الشامية

تكريس للمفاهيم المغلوطة والصورة النمطية السيئة تجاه المرأة

نادراً ما صوّرت مسلسلات البيئة الشامية العلاقة ما بين الحماية والكنة كعلاقة طبيعية، وغالباً ما أظهرت تلك العلاقة كحلبة صراع دائم. ووجوب عدم الاحتكاك ما بينهما إن أمكن تجنباً لأي إشكال قد يقع.

سناك سوري _ دمشق

وعبر سلسلة من مسلسلات البيئة الشامية وانطلاقاً من أقدمها، “أيام شامية” المعروض بتسعينيات القرن الفائت. للمخرج الراحل “بسام الملا” والمؤلف “أكرم شريم”. حين عرض طبيعة العلاقة بين “أم محمود _ هالة شوكت” وزوجة ابنها “فتحية _ تولين بكري”، التي اتسمت بالود بدايةً. قبل أن تبدأ العروس، بمحاولاتها سحب البساط من تحت قدمي حماتها، ومحاولات الفوز بقلب زوجها لنفسها، من باب التفرد به بعيداً عن والدته.

أيضاً لا بدّ من الإشارة إلى “باب الحارة” وثنائية الحماية والكنة” الأبرز فيه، تلك التي قدمتها “سعاد _ صباح الجزائري”، و”لطفية _ ليليا الأطرش”. وكمية المشاكل الحاصلة بينهما، والاختلاف على أبسط الأمور كالجلي وتنظيف المنزل، في تكريس واضح للصورة النمطية تجاه المرأة.

أم عصام ولطفية _ مسلسل باب الحارة
أم عصام ولطفية _ مسلسل باب الحارة

العداوة بين الحماية والكنة فرض واجب!

وكأن العداوة فرض واجب على الحماية والكنة في مسلسلات البيئة الشامية، حيث قدمت “كاريس بشار” في مسلسل “ليالي الصالحية” دور “سعدية” الزوجة المكيودة والطيبة بوقت واحد، التي تحاول التطاول دائماً على حماتها. وإحداث الفتن بينها وبين ابنها.

أيضاً قدّم مسلسل “الكندوش” صورة الأم الأنانية والتي تحاول السيطرة على حياة ابنها وزوجته، ورأينا “أم مصطفى _ سامية الجزائري”. تكيل العقبات بحياة كنتها، لإثبات حضورها ومساعيها المغلوطة بالحفاظ على ولدها لها وحدها.

بدورها قدمت سلسلة “مرايا” الشهيرة العديد من اللوحات الدرامية المستوحاة من البيئة الشامية. وعرضت فيها العلاقات الاجتماعية خلال تلك الحقبة.

ففي إحدى اللوحات شبّ صراع مرير ما بين الحماية “سلمى المصري” وكنتها “صفاء سلطان”، في ظل مساعي الأولى بتحويل الأخيرة. إلى رجل آلي مهمته التنظيف والطبخ والجلي وتلبية متطلبات جميع أفراد المنزل دون تعب.

وبررت ذلك كونها تعرضت لذات المعاملة عندما عاشت بمنزل عائلة زوجها، وكأنها مهمة الكنة وعليها التنفيذ دون اعتراض. وتحدث المفارقة لاحقاً عندما تتعرض ابنتها لسلوك مماثل في بيت زوجها، ما تسبب بغضب الحماية، وعدم قبولها لفكرة أن تتعرض ابنتها لمثل المعاملة، في حين رضيت به لزوجة ابنها.

سعدية وحماتها _ مسلسل ليالي الصالحية

أعمال قليلة عرضت العلاقات الودية دون مشاكل

وبعيداً عن الشجار والخلاف، قدّم مسلسل “الخوالي” نموذجاً مختلفاً متناغماً بين الحماية والكنة، عبر “أم نصار” وخطيبة ابنها  الوحيد.

واقترب العمل من مفهوم الصواب إلى حد مقبول، مترفعاً عن الاكتفاء بعرض المشاحنات والاستفزاز بشكل دائم. وتابعنا المعاملة الحسنة المتبادلة بين الحماية والكنة، اللتان اجتمعتا على هم واحد وهو عودة غائبهما بخير، الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهما.

لطفية وأم نصار _ مسلسل الخوالي

ومن خلال تلك الأمثلة السابقة، يلاحظ جمهور المسلسلات الشامية، كمية استخدام الصورة المستهلكة عن العلاقة بين النساء عموماً وبين الكنة والحماية خصوصاً. ما يساهم بتكريس المفاهيم المغلوطة وحصر الحياة العائلية، بضرورة وجود الحساسيات الدائمة ما بين الحماية وكنتها. وتقديم المرأة على أنها لا تجيد سوى الغيرة وتأدية الأعمال المنزلية والحفاظ على زوجها أو ابنها ممن حوله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى