إقرأ أيضاحرية التعتيريوميات مواطن

الطفلة نهرين: احترقت بنيران الجوع..وأمها تحترق بنيران الوجع

“نهرين” التي سميت تيمناً بنهري “الفرات”، و”دجلة” العظيمين .. أحرق وجهها الجميل مدفأة شتاء قاحل

سناك سوري: آزاد عيسى

غزت النيران وجه الطفلة “نهرين خضير” دون أن تدري أن للفقر مخالب غير الجوع واليتم، فقد كوت تلك النيران الخارجة من مدفأة بدائية براءة وجهها، وأطفأت ضياء عينيها اللتين تبحثان كل لحظة عن بارقة أمل دون أن تجد سوى الهوان وقلة الحيلة.

فلا أب يمكن أن يصنع لها المعجزات بعد أن توفاه الله باكراً، ولا الأم التي طرقت كل أبواب الجمعيات والمنظمات “الإنسانية”، ولم تحصد سوى الخيبة.. فهل تستحق ابنة الأربع سنوات كل هذا الجحيم؟.

تروي “صبحة الباشا” من أهالي ريف بلدة “تل حميس”، لـ سناك سوري قصة ألم تعيشها بشكل يومي مع ابنتها، فتقول على طريقتها: «صورة البيت قدامكم، عبارة عن غرفة جدرانها فيها شقوق ما تنعد، لا فرش، ولا مواد، مشان هيك انحرقت بنتي “نهرين” إلي عمرها أقل من أربع سنوات، الصوبية التعبانة كانت شغالة من الخشب، ومازوت الحراقات، ووصلتها النيران، حتى وصلت لمشفى “القامشلي”، وصل درجة الحرق للخمسة، بدها مصاريف كثيرة، وأنا من هالمصاريف ما عندي حق ربطة خبز».

اقرأ أيضاً “خديجة” الأم التي لا تحتفل بعيدها

لا تتردد “أم نهرين” في تنفيذ أي عمل في الأرض الزراعية، فالأهم بالنسبة لها الآن ألا يجوع طفليها الصغيرين، على الرغم أن ثمن ساعة العمل تقدر حسب توقيت “العصر القديم”، والضمير الإنساني غائب، لكنها مكرهة على ذلك، وتقول: «أشتغل في الأرض الزراعية، لا يهمني التعب والجهد، لأحصل بالساعة الواحدة على 100 ليرة سورية، وأتأكد حين تمضي الساعة أني أمنّت لقمة الخبز، وما أنسى الخيرين، إلي ما يقصروا معنا، هد حيلي وكسر ظهري رحيل زوجي، مات بعد ما تعذبنا أشهر بغسل كليته».

وتبقى “نهرين” هي الاهتمام والوجع اليومي عند أمها، فتبحث عن علاج لها، وطرقت أبواب الخيرين، لكنها حتى اللحظة لم تجد ذلك الباب، ومع ذلك لم يخب أملها، وتضيف: «يومياً أسأل عن الجمعيات والمنظمات التي تهتم بالطفولة، من أجل مساعدتي في معالجة جروحها، وكل جهة تقذفني إلى جهة أخرى، أشعر بقهر لا يمكن وصفه، لكن لدي طاقة كبيرة من التحمل، والاستمرار في البحث عن فاعل خير من أجل مداواة جروحها».

“نهرين” التي لم تعش بعد كما الأطفال، تستحق طفولة أفضل، فحقها أن تلعب وتمرح وتضحك، وهي حتى اليوم تخفي ابتسامة البراءة خوفاً أن يراها أحد، فهل هناك من لديه الجرأة على أن يعيد لها ابتسامتها!!.

اقرأ أيضاً من أجل ربطة الخبز قُطعت إصبعه!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى