الرئيسيةيوميات مواطن

الصباح الذي بدأ باللعن انتهى بابتسامة في غرفة المدير!

قصة قد تكون حدثت فعلاً.. كيف يصبح “التسونامي” حملاً وديعاً فجأة؟

سناك سوري-وفاء محمد

دخلت علينا في غرفة الدوام مثل “تسونامي” أرعن، لم تترك زميلتي في العمل شيئاً إلا ولعنته، من المازوت للباصات مروراً بالتكاسي وانتهاء “بهالحياة”، بينما تهّم بتظبيط “كوكينة” شعرها التي تبعثرت بفعل معارك “الركض والنط” للحصول على “شبه مقعد” في “شبه سرفيس”.

واستمرت تتلو علينا “بياناتها” بهستيرية واضحة، فشلت معها كل محاولاتنا لإخماد صوتها ولو قليلاً، “بيانات” مثل: “مابقا داوم”، “معقول الواحد يتدين مصاري أجرة طريق ليجي عالدوام”، “يعملوا يلي بدن ياه مابقا داوم كل يوم”، “شو يعني بدهم يفصلوني إي يفصلوني”، كنا نحاول تهدئتها خوفاً من أن تنفذ وعيد “بياناتها” تلك فتخسر وظيفة “الدولة”، التي مانزال نحاول التعويل عليها بعد انتهاء “المرحلة يلي بدها هيك”، وهي المرحلة الحالية.

اقرأ أيضاً: المرحلة بدها هيك – وفاء محمد

كانت صديقتي قد تأخرت قليلاً عن باص المبيت العائد للعمل، بسبب عدم تمكنها من العثور على مقعد بالوقت المناسب، واضطرت لتبديل عدة سرافيس أخرى للوصول إلى العمل، بعد تأخير دام أكثر من ساعتين بسبب صعوبة توفر شاغر بأحد وسائط النقل القليلة في المنطقة، ومع الحر والطقس السيء، وقلة النقود المستدانة في المحفظة، “اجت زيت على زيتون” كما يقال، لتفجر غضب “المواطنة الصامدة”.

بعد عدة دقائق، كانت “كوكينة” شعرها المتبعثرة قد انتظمت، ومثلها نفسية زميلتي في العمل، التي تلّقت أمراً للذهاب إلى مكتب المدير، الذي سيكلفها بمهمة عمل عاجلة، لبّت النداء مسرعة، بالأحرى مهرولةً، وبمنتهى اللطف وكحمل وديع أو قط أليف ومع ابتسامة لطيفة وصوت هادئ، قالت له: “نعم أستاذ”، دون أن تسرد عليه “بياناتها” أو تذمرها، الذي أربكت به صباحنا.

اقرأ أيضاً: صديقتي الحكومة: ارحمي راتبي من الدوام كل يوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى