الرئيسيةشباب ومجتمع

الشباب خارج الحياة السياسية في سوريا… استبعاد وانشغال بيوميات المعيشة

نسبة الشباب في الحكومة 0%.. وفي مجلس الشعب لا تتجاوز 2%

تنعدم كلياً نسبة تمثيل فئة الشباب في الحكومة السورية التي تمثّل السلطة التنفيذية في البلاد. بينما لا تتعدّى النسبة حاجز الـ 2% في مجلس الشعب ممثل السلطة التشريعية.

سناك سوري _ دمشق

يشكل الشباب العمود الفقري للمجتمع، وتصفهم المفردات والسرديات الحكومية في مختلف الخطابات بأنهم جزء رئيسي من نهضة البلاد. ويعبرون عن مستقبلها. لكن لا يوجد أرقام دقيقة لنسبة الشباب دون سن 35 في سوريا. لكننا أجرينا محاكاة للتعدادات السكانية السابقة والحالية وهي تشير إلى نسبة من هم بين 18 و35 قد تصل إلى 38% من المجتمع السورية.

وتعتمد المحاكاة على مراجعة التعداد السكاني لعام 2006، ومقارنته مع تطورات الإحصائيات التي قدمها المكتب المركزي للإحصاء وصولاً لآخر إحصائية رسمية.

وبالتالي فإننا نتحدث عن نسبة تصل إلى قرابة ثلث المجتمع السوري، ووفق الدستور هؤلاء يحق لهم التصويت. وبالتالي لديهم حقوق سياسية ويجب أن يكونوا شركاء في صناعة القرار على الأقل القرار الخاص به. وفق مايقول الناشط بقضايا الشباب “غدير غانم”.

لكن كيف هي نسبة تمثيل الشباب في السلطات الرئيسية في سوريا؟

أجرى فريق سناك سوري بحثاً حول أعمار المسؤولين في السلطة التنفيذية على مستوى الحكومة ومجلس الشعب. إضافة للمكاتب التنفيذية في المجالس المحلية المنتخبة.

النسب الظاهرة في البحث تظهر عدم تمثيل الشباب السوري بشكل منصف في الحياة السياسية. على الرغم مما يوصف به الشعب السوري من أنه فتيّ.

كيف يرى الشباب نسب تمثيلهم وحضورهم بالحياة السياسية؟

ترى الشابة “أمل ” في حديثها لسناك سوري أن تمثيل الشباب في الحياة السياسية في “سوريا” غير منصف لبلد يضم مخزوناً من الشباب المبدع والمميز.

وتدعو “أمل” لخلق منصات حوار بين الشباب والقيادات السياسية حول القضايا المتعلقة بالحياة السياسية. إضافة لتوفير فرص لهم للتدريب وفسح المجال أمامهم لخوض تجربة العمل في الحقل السياسي.

أقرأ أيضا:دراسة حول مجالس الإدارة المحلية:تمثيل الشباب دون7% والنساء 12%

“كنانة” تصف دور الشباب في الحياة السياسية السورية بأنه شبه معدوم ويكاد يكون ملغياً تماماً. مشيرة إلى ضرورة وجود مجلس أعلى للشباب وذلك بهدف مناقشة قضايا الشباب كجزء من قضايا المجتمع.

أما “علي” فاعتبر أن دخول الشباب إلى معترك السياسة وهم في العشرينيات من عمرهم غير مناسب. ورأى أن مرحلة الثلاثينيات هي الأنسب للشباب من أجل المشاركة في صنع القرار.

ويعلّل “علي” وجهة نظره باختلاف الرؤى في كل مرحلة عمرية. مبيناً أن ما هو صائب في عمر العشرين قد لا يكون صائباً في عمر الثلاثين. لافتاً إلى أن الشباب في “سوريا” يعانون من عدم الأخذ بآرائهم عموماً في الحياة، حتى يتمكنوا من الوصول إلى تمثيل سياسي.

اقرأ أيضاً:دعوات لإحداث وزارة الشباب والرياضة في سوريا بقياداتٍ شابّة

وبحسب الشاب “إبراهيم” فإن رفع تمثيل الشباب السوري في الحياة السياسية يُحسن من أداء المؤسسات السورية التي أصبحت هرمة ومتهالكة. مضيفاً أن إفساح المجال للاستفادة من طاقة الشباب يساعد على تطوير المؤسسات السورية.

لا تقتصر مشاركة الشباب في العمل السياسي على مزاولة حق الترشيح والمشاركة في الانتخابات بحسب “ديالا” بل يتعداه إلى الانخراط في عضوية الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني.

ولفتت “ديالا” إلى أهمية فتح باب مناقشة القضايا السياسية من خلال الندوات والمؤتمرات. التي تتيح للشباب فرصة الاستفادة وإبداء الرأي وصولاً لضمان حقهم في المشاركة السياسية.

وتعزو عينة من الشباب الذين التقيناهم ضعف مشاركتهم بالحياة السياسية إلى استبعادهم من قبل أصحاب القرار. ويضربون مثلاً أن رئيس لجنة الشباب في مجلس الشعب خلال الدورة الماضية كان عمره حوالي 65 عاماً.

إضافة إلى وجود نمط تفكير عن بعض القيادات في الأحزاب التي تمتلك السلطة تهمّش الشباب وترى أنهم لا يملكون الخبرة الكافية والمعرفة المطلوبة للعمل السياسي. ما يحول دون إسناد مراكز قيادية لهم.

بينما تدفع الأوضاع المعيشية فئة الشباب للانشغال عن الاهتمام بالمشاركة السياسية. والتركيز على تأمين متطلبات المعيشة اليومية وتطوير أنفسهم على الصعيد الوظيفي والمهني.

بالوقت عينه فإن هناك شبان يهتمون بالحياة السياسية ومندفعون ومقبلون على العمل فيها. ويقول أحد الناشطين السياسيين الشباب مفضلاً عدم ذكر اسمه إن الحياة السياسية في سوريا عموماً ضعيفة. والعمل بالشأن العام له حدود وقيود لا تكبل فقط الشباب وإنما مختلف الناشطين. ويدعو لفك القيود وفتح الفضاء العام وتفعيل الحياة السياسية بشكل يساعد الشاب على انتزاع دورهم في الحياة السياسية بجهدهم. وليس عبر بضعة أشخاص هنا وهناك يتم اختيارهم عن هذه الشريحة ويكون تمثيلهم لها صورياً.

وأنتم كيف تجدون مشاركة الشباب بالحياة السياسية شاركونا التعليقات على منصاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: غياب كامل للشباب عن الحكومة السورية .. معدل أعمار الوزراء يقارب الستين

زر الذهاب إلى الأعلى