الرئيسيةرياضةشباب ومجتمع

الشباب السوري يزداد ارتباطاً بالكرة الأوروبية…النساء حاضرات وروابط تشجيع تبعد آلاف الكيلومترات

هل فعلاً أصبحت النوادي مصدر السعادة الوحيد.. لماذا تهتز الصداقات من أجل لاعبين يبعدون آلاف الأميال ..الحاجة للانتماء .. الجوع للإنجازات .. أم شغف الساحرة المستديرة ..

سناك سوري – سناء علي ..

أصبحت شعارات مثل Visca Barça ( يعيش برشلونة)، hala madrid ( تقدم يا مدريد) ، “Mia san mia”، (نحن على ما نحن عليه)، you will never walk alone (لن تمشي وحدك أبداً) ، Fino alla fine  (حتى النهاية)، وغيرها الكثير من عبارات التشجيع للأندية الأوروبية جزءاً أساسياً من يوميات أحاديث الشباب السوري.

هوس كرة القدم  ليس حديثاً في “سوريا” حيث تحتل هذه اللعبة المرتبة الأولى بين جميع الرياضات كما في العديد من بلدان العالم، لكن المثير للانتباه ازدياد هذا الهوس مؤخراً بشكل كبير، وخاصة بالدوريات الأوروبية، حتى باتت الأندية المفضلة لدى الشباب السوري جزءاً من شخصياتهم، ينتمون إليها ويعبرون عن أنفسهم من خلالها.

الهرب من الواقع انضم إلى الشغف و المتعة في قائمة الأسباب..

«ولدت وأنا أعشق كرة القدم» يقول “حسن” عن أسباب تعلقه، حاله كحال جميع من استطلعنا آراءهم الذين أجمعوا على أن شغف الكرة و قوة الدوريات الأوروبية ومتعتها تأتيان في مقدمة أسباب المتابعة، كما أكد كل من “جهاد” وعبد الرحمن” وشذى” و”حمزة” و”يحيى”، إضافة لمساهمة عوامل أخرى، حيث  يهرب “محمد” من ضعف الدوري المحلي ومستوى المنتخب وما يسببه من«وعكات صحية»، ومثله تفعل “لجين” غير المستعدة لحرق أعصابها في نار الكرة السورية، مقابل جنة الكرة الأوروبية.

من جهته أشار “نضال” إلى هروبه من المشاكل وضعوطات الحياة التي يعيشها الشباب إلى متعة المباريات، وقد آزره”محمد نور” بالقول: «متابعة النادي المفضل عندي هي المخرج الوحيد للترويح عن الحياة السيئة التي نعيشها».

«إن حاجة الإنسان للانتماء تدفعه لتشجيع كرة القدم»، هكذا رأى “أبي”، باعتبارها  واحدة من أسهل الطرق لإشباع هذه الحاجة، فيما وافق الكثيرون على وجود شريحة تتابع المباريات بسبب دخولها في لعبة المراهنات وما تحققه من ربح سريع، إضافة لفئة تتبع الموضة و”الترندينع” .

اقرأ أيضاً : الحل بإلغاء كرة القدم من سوريا!؟

الإناث والمباريات… تحدي الذكور أم شغف الكرة

«من قال أن  الشباب فقط يتابعون المباريات» هكذا ترد “تالا” على سؤال حول

زيادة إقبال الإناث على مشاهدة المباريات عامة والأوروبية خاصة، حيث أن

«كرة القدم لعبة عالمية، والمرأة لم تكتف بالتشجيع فقط، بل دخلت عالم التدريب والتحكيم بعد دخولها عالم اللعبة من قبل».

ترفض معظم الفتيات اللواتي تحدثن لـ “سناك سوري”  أن يكون إثبات النفس أمام الذكور وتحديهم هو الدافع وراء متابعة المباريات، كما عبرت “شذى” التي تتابع أخبار النادي المفضل لديها كما لو أنه شخص تحبه، أما “جيدا” فقد دفعتها الوحدة والصدفة البحتة للمتابعة، إضافة لمناقشات أصدقائها أمامها، ليصبح هدفها لاحقاً فهم كافة تفاصيل اللعبة.

وكغيرها من الميول والتوجهات فقد لعب الوسط المحيط المهتم بهذه الرياضة دوراً كبيراً في توجه كثير من الفتيات نحوها كما تقول كل من “فرح” و “حنين” اللتين ورثتا هذا الشغف عن الأب، فيما لم تنفِ “هديل” وجود قسم من الفتيات يتظاهرن بحب كرة القدم

رابطة مشجعي برشلونة أثناء حضور إحدى المباريات

من باب الموضة، مقابل وجود أخريات يتفوقن على كثير من الشبان في التحليل وإبداء الرأي كما قالت.

لا تخفي “لجين” تأثر بعض بنات جنسها بجمال اللاعبين دون أن تعتبر الأمر ظاهرة جديدة، حيث كانت هناك نسبة من المشجعات في السابق، ولكن ربما فضلت بعضهن الانكفاء بسبب ما تعرضن له من تعليقات مسيئة مثل “روحي عالمطبخ” أو “حسن صبي”، حتى من قبل إناث أخريات، يربطن بين الأنوثة والابتعاد عن كرة القدم على حد تعبيرها، أما “لارا” فترد السبب إلى زيادة مساحة النشاطات المشتركة بين الذكور والإناث.

اقرأ أيضاً : التمييز الجندري – ناجي سعيد

الشبان : هل يشجعون الإناث أم أنها موضة وستنتهي ..

يبدو أن كرة القدم تنجح فيما يفشل فيه غيرها، حيث لم يعد مستغرباً أن نجد شاباً وفتاة يجلسن معاً إلى طاولة واحدة ويتابعون مباراة ما، أو أن يتناقشوا في الرسم التكتيتكي لهذا الفريق، والخريطة الحرارية لذاك اللاعب، حيث أبدى قسم من الشبان إعجابه بالفتيات المشجعات، خاصة عندما يكون الشغف هو الدافع، بينما توقع “محمد” ممازحاً أن يكون السبب مجاكرة الرجال، فيما جزم “حمزة” بأن السبب هو إثبات نفسها أمام الرجل.

روابط المشجعين الرسمية ..

لم يعد التشجيع مقتصراً على المتابعة الفردية، بل تطور الأمر ليصبح عبارة عن تجمعات كبيرة تصل تعدادها  للآلاف، كما يظهر في صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل، تحت اسم روابط المشجعين.

رابطة مشجعي بايرن ميونخ في سوريا

يمضي هؤلاء وقتاً طويلاً في تتبع أخبار أنديتهم المفضلة، بدءاً من المباريات بكافة تفاصيلها، إلى صور اللاعبين وعائلاتهم وتتبع أخبارهم حتى العاطفية منها، مروراً بانتخابات الأندية، وصولاً إلى تجهيزات الملاعب والشركات الراعية التي دخلت إلى دائرة اهتمام الشباب السوري.( فيما قسم ليس بالقليل منهم لا يهتم بموعد انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية ولا يعرف أسماء ممثليه)، مع ما يتطلبه ذلك من وقت طويل، قد يؤثر على الدراسة، أو العمل، أو العائلة، ولكن معظم من التقاهم “سناك سوري” أكدوا على متعة التشجيع الجماعي، وأولوية النادي وأخباره على كل شيء، حتى من اعترف منهم بوجود وقت ضائع.

رابطة ريال مدريد الرسمية في سوريا

وإضافة للرغبة بتنظيم الفعاليات المشتركة بين أعضائها، فإن بعض الروابط تتواصل مع الأندية لنيل الاعتراف الرسمي بها،كما حصل مع رابطة مشجعي “ريال مدريد” التي ذكر رئيسها “فادي فرح” بعض الميزات من جراء ذلك الاعتراف، مثل القدرة على استضافة النادي (في البلدان التي لا حروب فيها) في حال كانت مدعومة مادية، إضافة لتقديم النادي مجموعة من البطاقات والدعوات للرابطة للبيع عن طريقها.

 

اقرأ أيضاً : اتحاد الكرة السوري يخطف الأضواء من نهائي دوري أبطال أوروبا !

التعصب للأندية حالة طبيعية، أم أنه استباحة للرأي الآخر ..

لا يستطيع أحد إنكار مدى التعصب الكبير الحاصل في الآونة الأخيرة وخاصة لدى مشجعي كل من “برشلونة” و”ريال مدريد”، ليتطور الأمر للتعصب للاعبين، وعلى رأسهم تأتي ثنائية “ميسي” و”رونالدو”، اللذين نراهما يتصافحان بعد نهاية المباراة فيما تبدأ موجة من “الردح” والتعليقات المستفزة التي لا تخلو من الشتائم، بين أنصار الاثنين، بما قد يتطور إلى خسارة صداقة من هنا أو مشكلة من هناك .. وهو ما اعترف به “نضال” الذي خسر بعض أصدقائه بسبب سخريتهم من ناديه ولاعبه المفضل الذي وصفه بمصدر السعادة.

“ولدنة” و “قلة عقل”، بهذه الكلمات اتفق “علي” و”محمد” على توصيف التعصب الذي يصل لدرجة تبادل الشتائم والقطيعة، بينما لم يجد “يحيى” تفسيراً له سوى العرْق العربي أو الاستفزاز ومحاولة فرض الرأي، مع دور كبير لعبته البروباغندات الإعلامية  للفرق واللاعبين في ذلك، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، واصفاً الأمر بالخاطئ، وداعياً إلى احترام الرأي الآخر الذي «يعاني عدد كبير من العرب وليس فقط السوريون من عقدة نقص حوله» ..  بينما لا تخفي “لجين” تعصبها لناديها الذي أوقعها في مشاكل حتى مع بعض أقربائها لأن من لا « يحترم الشيء يلي بحبو، بلاه كله».

«هذا النادي أو ذاك اللاعب هو  مصدر سعادتي الوحيد»، «مستعد أت أترك كل شي كرمال شغف الكرة، أو كرمال إحضر المباراة، حتى لو كان امتحان أو غيره»، تتكرر هذه العبارات كثيراً على ألسنة المشجعين، فهل يؤشر ذلك لهرب من إحباط ما، أو رغبة في الانتماء لكيان يصنع الإنجازات التي لا يصنعها الفرد في حياته، أم أن الأمر لا يزال ضمن حدود التشجيع الطبيعي لما يطلق عليها مالئة الدنيا وشاغلة الناس؟

اقرأ أيضاً : “الباركور”.. رياضة المغامرة والمخاطرة تنتشر بين الشباب السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى