السينما السوريّة تخسر لطيفها.. وداعاً عبد اللطيف عبد الحميد
عبد اللطيف عبد الحميد يلتحق برفيقة عمره بعد رثاء طويل
شهد فجر اليوم الخميس وفاة المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد” عن عمر يناهز 70 عاماً. كواحد من أبرز وجوه السينما السورية. إنسان آمن بالحب وجماله، واهباً إياه مجاناً لمحبيه عبر قصص أفلامه.
سناك سوري _ دمشق
لم يمر الراحل مرور الكرام بتاريخ الفن السابع بالبلاد، تاركاً بصمة يصعب نسيانها. بمسيرة مهنية اعتمد بها على سينما المؤلف، أخرج فيها العديد من الأفلام. وتولّى كتابتها والتمثيل ببعضها إضافةً إلى إخراجها.
تخرّج صاحب فيلم “رسائل شفهية” من المعهد العالي للسينما “فغيك” في موسكو عام 1981. وخلال دراسته أنجز أولى أفلامه مثل “تصبحون على خير”، “درس قديم”، و”رأسا على عقب”.
تفرّد بمشروعه السينمائي، وماقدمه فيه كان أقرب إلى قلب المشاهد قبل عقله. حيث اتسمت مواضيع أفلامه بالبساطة. ومحاكاة الواقع دون تكلف، فلم تكن شخصيات أفلامه غريبة عن متابعيها.
عمل الراحل ببداياته كمخرج مساعد في فيلم “أحلام المدينة” 1983 للمخرج “محمد ملص”، وكمخرج بأول فيلم له “ليالي ابن آوى”. تلاه بعام “رسائل شفهية” كعمل جماهيري قادر على إضحاك متابعيه إلى يومنا هذا.
وكان رصيد “عبد الحميد” السينمائي مليء بالقصص الريفية كتلك التي طرحها في آخر أفلامه “الطريق”، “مايطلبه المستمعون” و”قمران وزيتونة”. حيث حاز الأخير على الجائزة الفضية في مهرجان دمشق السينمائي عام 2001.
ومن أفلامه نذكر “عزف منفرد”، “نسيم الروح”، “أنا أبي وأمي وأنت”، “طريق النحل”، “صعود المطر”، “مطر أيلول”. “العاشق”، “الإفطار الأخير” و”خارج التغطية”.
الوسط الفني السوري.. وداعاً أيها اللطيف
ونعت نقابة الفنانين والمؤسسة العامة الراحل “عبد الحميد”، وساد جو من الحزن عند زملائه وجمهوره عبر صفحات السوشال ميديا. وترجمت تعليقاتهم فداحة تلك الخسارة.
ورثى المخرج “جود سعيد” بطل فيلمه الأخير “سلمى”، وكتب «ياقلبي رحل أبوك». معبراً عن فقدان السينما السورية لبسمتها. التي لم تفارق وجهه يوماً.
«وداعاً بسمة السينما السورية» علقت المخرجة “زهرة البودي” على خبر وفاة “عبد اللطيف عبد الحميد”. ومثلها الفنان “بسام كوسا” الذي استعان بالجزء الثاني من اسمه مودعاً إياه بصفة “اللطيف”.
واعتبر الكاتب “عصام حسن” أن رحيله خسارة جديدة لسوريا والسوريين والسينما العربية. وعبّرت “سلاف فواخرجي” عن صعوبة هذه الليلة، وكتبت «أستاذي وصديقي لا تكفيك كل الدموع».
ونعاه نقيب الفنانين “محسن غازي” الذي ذكر مناقب الراحل الذي اتسم بالنبل والإبداع وأرفقها بصورته. وودعه المخرج “عمرو علي” بعبارة “وداعاً أستاذنا”.
عبد اللطيف عبد الحميد يذهب إلى حيث لاريسا
«لاريسا رفيقة عمري ودربي يعز عليّ أن أبدأ تصوير فيلمنا الجديد “الطريق” ومقعدك لأول مرة إلى جانبي فارغ. لكن كوني على ثقة أنك حاضرة في دمي وإلى جانبي روحك تحوم حولي كفراشة جميلة صباح الخير يا حبيبتي».
كلمات عبّر فيها الراحل عام 2022 عن الفراغ الذي تركته زوجته “لاريسا عبد الحميد” بعد وفاتها قبل سنتين. والتي ما انفك يرثوها عبر صفحته في فيسبوك، ويعلن في كل مناسبة شوقه لها وافتقاد وجودها في حياته.
يذكر أن “الراحل” من مواليد 1954، درس الأدب العربي في جامعة تشرين، وعمل خلال دراسته في المسرح الطلابي. نال الكثير من الجوائز التكريمات منها جائزة أفضل سيناريو في “مهرجان قرطاج السينمائي”. ولم يتم الإعلان عن موعد مراسم تشييعه إلى الآن.