السويداء.. 7 أيام من الخبز المجاني في بريكة
توزيع الخبز لراحة نفس متوفى عزيز أو إيفاء بنذر.. ماذا تعرفون عن هذه العادة؟
لليوم السابع على التوالي وبدعم من شباب قرية “بريكة” في ريف “السويداء” الشمالي يوزع الخبز بالمجان لكل الأهالي. وغالباً فإن اسم المتبرع يبقى مجهولاً، كعرف شعبي انطلق من قاعدة “لا تدع يدك اليسرى تعرف ما قدمته يدك اليمنى”.
سناك سوري-رهان حبيب
يقول “عدنان مكارم” 60 عاماً وأحد أبناء القرية، لـ”سناك سوري”، أن الحالة نوع من المشاركة والتعاضد. ويغطي كلفتها شباب القرية من مغتربين وميسوري الحل. حيث يقوم أحدهم بدفع الخبز ليوم أو يومين ويتبعه آخر وهكذا، مضى على هذه الحالة أسبوع كامل اليوم.
يصف “مكارم” الحالة بالرائعة التي تجسد مفهوم التكافل، وهي مستمرة منذ عدة أعوام ولم تعد مستغربة في القرية. وبات من الطبيعي أن يقوم أحد أبناء القرية بالذهاب لعند معتمد الخبز وفي لحظة الحساب يخبره أن الخبز مجاني لهذا اليوم.
تكثر المناسبات التي يتم توزيع الخبز المجاني فيها، مثل توزيع الخبز كصدقة عن روح أحد المتوفين من الأقرباء أو الأصدقاء. أو كنوع من النذر أو رغبة في مساعدة الأهل. كما يقول “مكارم”، ويضيف أن المبادرة يشارك بها أهالي القرية وعدة عشائر من البدو الذين يعيشون بالقرب من القرية.
وتضم قرية “بريكة” عدة مبادرات أخرى لتضمن التكافل الاجتماعي، مثل الجمعية الخيرية والمكتبة، والعديد من الأنشطة الأخرى المشابهة. التي تهدف لمساعدة الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
اقرأ أيضاً: السويداء.. احصل على نسخة كتب مدرسية وأعدها العام القادم
رفض ذكر الاسم
يقول معتمد الخبز في القرية، “أسامة عامر”، 62 عاماً، إن حاجة قرية “بريكة” في السويداء من الخبز 500 ربطة تقريباً، يتم نقلها من فرن قرية “المزرعة”. المجاورة، ويغطي نفقتها من يرغب من أبناء القرية المقتدرين، ويضيف أنه كثيراً ما يتلقى اتصالاً من أحد أبناء أو بنات القرية ليخبره بأن الخبز اليوم مجاني، ودائماً يطلبون عدم ذكر أسمائهم لتبقى مجهولة.
أبناء القرية لايقدمون الخبز كمظهر اجتماعي وإظهار الغنى، وإنما بهدف تحقيق النذور أو مساعدة الأهالي، أو لراحة نفس شخص عزيز توفي. يقول “عامر”، ويضيف أنه يوزع الخبز بالمجان منذ أسبوع، وأكثر ما يسعده هو الدعوات بالخير والفرج التي يقولها الأهالي تجاه كل من يتحمل العبء مع أهله. ويشاركه بما يمكنه من مال أو أي نوع من الدعم.
“عامر” من خلال عمله الذي يصفه واسطة لعمل الخير يشكر أهل قريته على ثقتهم ودعمهم كونهم اختاروه كمعتمد. ويتمنى كل الخير لكل من يمد يده بالخير لأهالي هذه القرية الطيبة التي يتشارك أهلها على أعمال الخير، وكي لا تكون ربطة الخبز صعبة المنال على أحد.
يذكر أن عادة توزيع الخبز بالمجان تشترك بها عموم المحافظات السورية، لكن وبسبب الظروف المعيشية السائدة حالياً، تراجعت قليلاً. حيث تقتصر على الميسورين الذين يملكون فائضاً يساعدهم على مساعدة غيرهم.