الرئيسيةتقارير

السويداء: مربو النحل يبيعون الخلايا.. ماهي متطلبات عودة تدفق العسل؟

العسل ليس المنتج الأهم للنحلة حتى السم له فائدة

سناك سوري – رهان حبيب

باعت الستينية “جميلة الشوفي” وهي معلمة متقاعدة، آخر خلية لديها منذ عام عندما شعرت أن ما تجنيه من خلاياها لا يعوض تعبها ورعايتها.

تقول في حديثها مع سناك سوري: «لم تعد المراعي كافية لغذاء نحلاتي وعندما نقص الإنتاج وزادت التكاليف توقفت عن تربية النحل بالرغم من أنها كانت طيلة سنوات، تسلية مناسبة لي أتابعها وأهتم بها و تعطيني العسل بنكهات مختلفة حسب المواسم».

أسباب تراجع التربية برأي المختصين

المهندس ماهر دوارة مع مجموعة من مربي النحل في السويداء

أسباب تراجع التربية كثيرة ويحددها المهندس”ماهر هايل دوارة” رئيس شعبة بحوث النحل في مركز البحوث العلمية الزراعية وممثل اتحاد النحالين العرب أمانة “سوريا” في “السويداء” من خلال دراسة خاصة يتحدث عن بعض محتواها لـ سناك سوري فيقول:« أن عدم توفر الخبرة الكافية لتربية النحل وعدم وجود صندوق لتعويض خسائر التربية، وصعوبة الترحيل لخارج المحافظة، وانعدام وجود مركز إنتاج ملكات ملقحة ومختبرة إضافة إلى موجات الحر وقلة الأمطار التي أثرت على عمليات الإزهار في المراعي، كل ذلك أدى إلى انخفاض الإنتاجية وبالتالي تراجع المربين عن التربية، إلى جانب تراجع فعالية الأدوية الموجودة في الأسواق ورش المبيدات في المساحات التي تحول دون الاستفادة من بعض المساحات الرعوية وتعرض النحل للتسمم وأخيراً الخوف من السرقة في المراعي التي لايتوفر فيها عامل الأمان».

النحال القديم لم تصل نصائحه للمربين

يقول “منصور دعيبس” الذي يربي النحل منذ 1990 في حديثه مع سناك سوري :«حاولت مناقشة المربين حول المكافحة المشتركة والوقاية وتفاصيل كثيرة لكن يبدو أن جهل بعضهم كان سبباً لا يقل عن الأسباب التي تحدثت عنها الدراسة فمن وجهة نظره أن للنحال واهتمامه بكل منتجات النحلة أثر كبير على تطوير التربية و للأسف بعض المربين لديهم معلومة وحيدة أن الخلية النحلة لا تنتج إلا العسل بينما هناك ست منتجات للنحل لكل منها أهميتها وهي العسل والشمع والغذاء الملكي وغبار الطلع والعكبر وسم النحل».

اقرأ أيضاً:“دير الزور”.. حين تكون ابن المدينة التي تداويك باللسعات!

في “السويداء” نحالين شباب لديهم 200 خلية وأكثر تنتج أفضل أنواع العسل، لكن أيضا هناك المربي الكسول المهتم فقط بجني العسل وهذا لم يطور نفسه وعمله له أثر سلبي، يضاف إلى تلوث البيئة الذي أخذ ينتج آفات وأمراض خطيرة تصيب النحل وتتطلب مكافحة مدروسة ودقيقة، حسب ما قاله لنا “دعيبس” وهو عضو الجمعية النوعية للمربين على مستوى “سوريا”، وطرح عدة أفكار لتغطية الفجوة الرحيقية وتوسعة المراعي بزراعة الكينا الحمراء وتقدم بطلبات لمديرية الزراعة لكنها لم تتحقق، كما اقترح الحصول على قطعة أرض وعرة من أملاك الدولة لتعزيز زراعة هذه الأشجار والاستفادة منها وأيضاً بقي الطلب رهين الأدراج.

مقترحات لضمان عودة تدفق العسل

لضمان عودة تدفق العسل يرى الباحث “ماهر دوارة” في حديثه مع سناك سوري حاجة لإنشاء صندوق خاص بدعم تربية النحل والتعويض على المربين في حال تعرضهم لخسائر تتعلق بالكوارث الطبيعية ضمن أسس ومعايير معينة وإنشاء منشرة بالمحافظة خاصة بتصنيع الخلايا الخشبية وبقية مستلزمات التربية، إضافة إلى إحداث مخبر خاص لفحص وتقييم جودة العسل المنتج وإنشاء محطة تحسين وتأصيل لسلالة النحل السورية ودعمها بالكوادر البحثية المناسبة، وتشجيع رفد “السويداء” بالمنح المقدمة من المنظمات الدولية الخاصة بالنحل، علماً أن المحافظة استفادت سابقاً من منحتين قدمهم برنامج الغذاء العالمي wfp ومنظمة الغذاء العالمي fao ونفذهم اتحاد النحالين العرب أمانة “سوريا”، ولاضرر من تنويع خطط التشجير لتشمل أنواع من أشجار الروبينيا والباولونيا والكينا الحمراء أكثرها فائدة.

اقرأ أيضاً:منحة توزيع النحل.. ضربونا بمنية وضربوا السلالات السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى