السويداء: الكسح وسيلة تدفئة جديدة بسعر 50 ألف ليرة للنقلة الواحدة
البحث عن الدفء مستمر.. هذه المرة وجده سكان الخيم بالعودة 100 عام للوراء
ظهرت في المناطق الريفية بمحافظة “السويداء” جرارات زراعية تحمل قاطراتها مادة سميت “الكسح”. يبدو أن الطلب عليها كبير من قبل ساكني الخيام والمنازل المتطرفة الذين أعياهم البحث عن وسائل التدفئة الأقل كلفة. تبعا لندرة المازوت وغيره من محروقات التدفئة التي إن وجدت فهي باهظة الثمن.
سناك سوري-رهان حبيب
“هايل العند” ٦٠ عاما أحد عمال المشاريع الزراعية يراقب ولديه اللذين يرفعان أكياس كبيرة على قاطرة جرار قديم في منطقة بجوار قرية “الثعلة”. تكثر فيها الخيام، حثّ العمال على تعبئة القاطرة كي لا يضطروا لإحضار الجرار مرة ثانية لتعبئة مايكفيهم للتدفئة خلال الأشهر القادمة.
“العند” يقول لـ”سناك سوري” أنهم اعتمدوا في سكنهم بجوار مشروع زراعي على “الكسح” العام الماضي وهو عبارة عن طبقات من روث الأغنام والماعز في الزرائب الصيفية. عندما يخيم الرعاة مع الأغنام في البراري حيث تقوم الشمس بمهمة تنشيفها وترصها أرجل الأغنام والماعز.
ويضيف: «يقوم الرعاة بتكسير هذه الطبقة ووضعها على شكل أكوام كانت تطلب لسماد الأراضي الزراعية لكننا منذ عدة سنوات. ومع قلة الحطب وارتفاع سعره اتجهنا للكسح كمادة أقل تكلفة للتدفئة خاصة في المزارع ومثلنا كثيرون ممن يسكنون الخيام».
الشتاء في الخيام بارد جدا يقول “العند”، ويضيف: «لم نجد وسيلة لتدفئة كبار السن مثلي والأحفاد إلا هذا الكسح الذي تتراوح كلفة نقلة الجرار الواحد منها مابين ٤٠ إلى ٥٠ ألف وقد يرتفع مع قدوم الشتاء. عندما يبيع الرعاة كل ما خزن في الصيف».
“منهل” وهو اسم مستعار (بناء على طلبه) لأحد مربي الأغنام والماعز يقول إن “الكسح” يختلف عن “الجلة” وهي عبارة عن روث البقر المعجون بالتبن. الذي يشكل كقطع تجفف تحت أشعة الشمس لتكون جاهزة لموسم الشتاء.
ويضيف: «الكسح غير معالج ولا تضاف له أي مادة وسريع الاشتعال كونه مجفف بالشمس ورغم الرائحة المزعجة له لكن سكان الخيام. وجدوه إنقاذ لهم في موسم الشتاء فلا وسيلة بيد الفقراء في هذا الموسم فمن سيتمكن من شراء ليتر المازوت بـ٦٥٠٠ ليرة.وكم من الليترات تحتاج عائلة مؤلفة من عشرين شخص. هذه الحرب أعادتنا لمئة عام للوراء حين كان أجدادنا يسكنون الكهوف وقد يكونوا في ذلك الزمان أكثر دفئا وسعادة».
يذكر أن الحكومة بدأت بتوزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة البالغة 50 ليتراً وهي لا تكفي لأكثر من أسبوع بأحسن الأحوال في المناطق متوسطة البرودة.