السويداء.. البطاطا تمنح 3 سيدات فرصة مشروع ناجح
ديالا البدعيش: العمل ٧ ساعات متعب لكنه أهون من تعب البطالة
بدأت 3 سيدات في مدينة السويداء مشروع مطعم للبطاطا قبل نحو 3 أشهر، تلبية لحاجة طلاب المدارس. قبل أن يعرض عليهنّ ممول المشروع تطويره ليصبح مطعماً للوجبات السريعة بعد النجاح الذي حققته السيدات الثلاث.
سناك سوري-رهان حبيب
“نغم صعب” 28 عاماً طالبة جامعية، “ديالا البدعيش” 43 عاماً ربة منزل وأم لولدين، و”سمر فرزان” 43 عاماً أم لشاب وشابة بالمرحلة الجامعية. نساء ثلاث اجتمنَ على هدف واحد بإيجاد عمل يساعدهنّ على تحسين وضعهن المعيشي، ليجرّبن العديد من الأعمال التي أثبتت عدم جدواها.
تقول “نغم” لـ”سناك سوري”، أنهن بحثن عن فرصة عمل وكونهنّ يشتركن بإجادة الطبخ، فكّرن بمشروع صغير يقدم نوع من الطعام الذي يحبه طلاب المدارس ومعظم الشباب والشابات. لكن الحصول على تمويل لشراء المعدات ومتطلبات العمل وقف عائقاً. قبل أن يعقدن شراكة مع ممول من المدينة.
اليوم الأول للعمل كان محفزاً، فالمارة راقبوا المطعم وانتبهوا لوجود 3 سيدات يعملن فيه بمفردهنّ. تقول “نغم”، وتضيف أن اليوم الأول كان مثمراً لناحية تفاعل الزبائن والطلبيات.
تتقاسم السيدات مهام العمل، لكن وقت الضغط يتعاونّ سوياً لإنجاز كل شيء. من استقبال الطلبيات وحتى إعداد البطاطا ومرحلة تجهيز الطلب وتقديمه للزبائن.
العمل كان يبدو سهلاً نوعاً ما، لكن على أرض الواقع اكتشفت السيدات الثلاث أنه مُتعب. ويتضمن الكثير من التفاصيل مثل تبديل جرة الغاز وحمل اكياس البطاطا الثقيلة، ومع ذلك تعاونّ معاً لإنجاح مشروعهنّ وتذليل كل العقبات.
مع نجاح مشروع مطعم للبطاطا في السويداء اقترح الممول تطوير المطعم الصغير، ليقدم وجبات جديدة مثل الشاورما وغيرها. وبالفعل فإن الاقتراح ساهم في زيادة الإقبال والنجاح.
طرق التقديم.. ميزة تنافسية
مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة على نطاق واسع، كان ينبغي البحث عن ميزة تنافسية. سرعان ما وجدت السيدات الثلاث الفكرة. حيث اعتمدنَ طرقاً مختلفة لتقديم سندويشة لذيذة بسعر منطقي، كما تقول “ديالا”.
تضيف “ديالا” لـ”سناك سوري”، أنهنّ اعتمدن على صنف البطاطا المالحة حصراً، ومن ثم إضافة صوصات مميزة يقمنَ بإعدادها يدوياً وفق خبراتهنّ.
لاقت الصوصات المبتكرة استحسان الزبائن، وأخذوا يطلبونها بكثافة، مع ذلك برزت الكثير من التحديات على أرض الواقع. أبرزها عدم القدرة على إيجاد البطاطا المالحة بشكل دائم.
تقول “ديالا”، إنهنّ لجأن إلى خيار بديل وهو البطاطا المثلجة وتحمل ارتفاع السعر لضمان نوعية البطاطا الجيدة بالمذاق المناسب.
اليوم وبعد أشهر من العمل تجد السيدات أن لديهن فرصة كبيرة للاستمرار وتطوير العمل والبحث عن حلول. لكن مشكلة الحصول على جرة الغاز تبقى الأكثر تأثيراً ولا بدائل مناسبة لها لأن التوقف لساعات يشكّل أزمة حقيقية لمطعم ناشئ تعتمد عليه السيدات للقيام بمتطلبات الحياة وهو مصدر رزقهنّ الوحيد.
بالنسبة إلى “ديالا” شعور العمل من التاسعة صباحاً حتى الرابعة ظهراً مرهق، لكنه لا يقارن مع شعور البطالة وعدم الحصول على عمل. وأنا وصديقاتي نعتبر المطعم فرصتنا الوحيد للعمل لنضع بصمتنا الخاصة كنساء عايشنا أزمات خطيرة بدأت مع الحرب ويبدو أنها لم تقف عندها. ومن حقنا البحث عن معبر للنجاة من خلال هذا المشروع وأحلامنا المعلقة عليه.
وتضيف أن لديها طفلين تجهز متطلباتهما صباحاً، وقد تعودوا البقاء في المنزل حتى عودتها عند الرابعة ظهراً. لكنها وصديقاتها لا يستطعن الغياب عن عائلاتهنّ أكثر من ذلك. لذا تم الاتفاق مع ثلاث موظفين ليقوموا بمهمة العمل خلال فترة المساء والليل، الرابعة مساء حتى الساعة العاشرة.
وتتزايد المشاريع النسائية في السويداء بشكل يومي لافت، وغالباً ما تكون عن مشاريع منزلية أو فعاليات اقتصادية صغيرة مثل المطاعم والمطابخ، تبعاً لحاجة المجتمع، ونتيجة للظروف الاقتصادية ووعي النساء والمجتمع للدور الموكل إليهن. والحاجة لتعدد مصادر الدخل التي تطاردها الغلاء والظروف الاقتصادية الخانقة.