أخر الأخبارالرئيسيةتقاريرسناك ساخن

السوريون الكرد في حلب تحت الحصار ونيران التحريض والكراهية

دعوة العميد زاهر الساكت للذبح بعيداً عن الكاميرات تثير مخاوف واسعة عما يحدث خلف الكواليس

يتعرض السوريون الكرد في حلب لحصار خانق داخل المدينة ويرزحون تحت نيران الاشتباكات المتقطعة التي تجري على تخوم الأحياء التي يعيشون فيها. بينما ينتظر النازحون من عفرين نزوحهم مرة ثانية باتجاه شمال شرق سوريا هذه المرة بعد أن كانت أحلامهم بالعودة لعفرين أصبحت أحلامهم الابتعاد أكثر عنها.

سناك سوري-دمشق

يعيش الكُرد السوريون تغريبتهم الثانية مع سيطرة جبهة النصرة على حلب مساء الخميس الماضي. فبعد سنوات على تهجيرهم من عفرين منذ سيطرة الفصائل المدعومة تركياً عليها عام 2018. عادوا اليوم ليخرجوا من منازلهم بالشيخ نجار والشهباء في رحلة نزوح ثانية. وسط دعوات من بعض قيادات المعارضة بذبحهم.

وينتشر آلاف السوريين الكرد في العراء ضمن قافلة إخلاء متعثرة الحركة في ريف حلب حيث يتم منعها من المضي باتجاه شمال شرق سوريا وفق شهادات الأهالي وناشطين محليين.

وقالت زوزان علوش وهي ناشطة مدنية وعضو مجلس الاستشاري النسائي في الأمم المتحدة أن القافلة منعت من الخروج ويتعرض المواطنون فيها للمضايقات.

إلى ذلك نقلت شبكة “تآزر” الناشطة بالفيسبوك أخباراً تفيد بمهاجمة النصرة والفصائل المتحالفة معها قافلة مدنيين من نازحي عفرين المحاصرين في قرية “تل قراح” شمال حلب، واعتقلت بعضهم.

الأمر السابق أدى لحالة هلع بين الأهالي الذين اضطروا للهروب من منازلهم إلى الأراضي الزراعية مع أطفالهم ضمن جو من البرد القارص. بينما هناك أكثر من 100 ألف من نازحي عفرين عالقين في قرية “فافين” بمنطقة الشهباء بانتظار فتح ممر آمن يسمح لهم بالنزوح.

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قال في تغريدة على تويتر:«نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد».

 

خطاب كراهية وعنف مباشر ضد السوريين الكرد

ينتشر على الأرض وفي صفحات السوشال ميديا خطاب تحريضي مباشر على أساس قومي يتبناه عسكريون وسياسيون وضباط منشقون.

و‏يُظهر مقطع فيديو مقاتلين النصرة والفصائل المتحالفة معها، وهم يدعسون على أجساد 6 أشخاص في مشفى “تل رفعت” بعد سيطرتهم على المدينة يوم الأحد، وسط ألفاظ نابية يوجهها المقاتلون للأشخاص الذين يُرجح أنهم من كادر المشفى.

بينما يظهر العميد “زاهر الساكت” وهو ضابط منشق وقاتل سابقاً في صفوف المعارضة السورية ويعيش حالياً في أوروبا وهو يدعو في بث مباشر لذبح السوريين الكرد خلف الكاميرات.

وقال “الساكت” في فيديو تم توثيقه من ندوة حوارية عن التطورات في الأخيرة في سوريا: «بالشيخ نجار لا تعاملوهم معاملة حسنة، لا تذبحوهم أمام الشاشات بل اذبحوهم خلف الشاشات لأنهم بيستاهلوا».

الساكت حاول التنصل من الفيديو وقال إنه من صنع الذكاء الصناعي بعد الانتقادات التي تعرض لها من قبل حقوقيين سورين. لكن مغردين كذبوه وقالوا إنهم كانوا يشاهدون البث بشكل مباشر على تيكتوك. وأن حديث “أيمن حداد” المسؤول في منصة القرار الثوري الذي يتحدث في الندوة ذاتها بعد الساكت مباشرة يدحض تنصل “الساكت” منه.

يذكر أن الساكت هو أحد الذين اعتمدت منظمة جرائم الحرب الدولية والقضاء الفرنسي شهاداتهم في ملف استخدام الكيماوي في سوريا.

دعوة الساكت أثارت الرعب والخوف لدى عموم السوريين الذين يفتقدون للإعلام المستقل وغير المنحاز لنقل الصورة في حلب. حيث أن الصور القادمة من حلب بمعظمها تصور من قبل النصرة أو إعلاميين يتبنون البروباغندا والخطاب الخاص بها “العصافير تزقزق والسماء صافية”. وهو مافتح باب الخوف والتساؤل عما قد يحدث خلف الكاميرات وبعيداً عن عدساتها!.

تغيير ديموغرافي في حلب

هذا وتشهد حلب تغييراً ديموغرافياً واضحاً بخروج أهالي نبل والزهراء منها مع بقاء حوالي 3000 آلاف عائلة عالقة على الطرقات في ريف حلب.

وفي وقت سابق قال الإعلامي “علي الأبرص” إن أكثر من 3 آلاف شخص من نبل والزهراء عالقون في منطقة السفيرة دون القدرة على الخروج منها. مناشداً المنظمات الدولية والحكومة لمساعدتهم خصوصاً مع وفاة أكثر من 5 أشخاص بينهم نتيجة البرد الشديد.

والوجه الآخر للتغيير الديموغرافي بإخراج العائلات الكردية من أحياء حلب وريفها ونقلهم إلى الشمال الشرقي والذي يعني تغييراً في هوية الأحياء وشكلاً جديداً لها.

نازحو عفرين يفترشون العراء وسط جو قارص – فيسبوك

وارتكبت الفصائل المدعومة تركياً آلاف الانتهاكات بحق أهالي عفرين منذ السيطرة على مدينتهم عام 2018. مثل القتل والخطف والسلب والتعذيب، ما دفع كثر منهم للنزوح إلى مناطق مثل الشهباء والشيخ نجار وتل رفعت.

ونزح أكثر من 500 ألف شخص من مدينة حلب عقب سيطرة النصرة عليها يوم الخميس الفائت. وخاضوا رحلة نزوح صعبة محفوفة بالمخاطر استمرت لأكثر من 12 ساعة نتيجة الزحام الكبير على طريق خناصر قبل أن يتم إغلاقه من قبل النصرة. ومنع المدنيين من الخروج.

زر الذهاب إلى الأعلى