الرئيسية

الزراعة تتحول لاختصاص “نسائي” بسبب هجرة الشبان

الموسم جيد… وهجرة الشباب أبرز معوقات العمل الزراعي

سناك سوري – فاروق المضحي

على الرغم من أنه يراها في تحسن مستمر إلا أن “علي” وهو مزارع من أهالي مدينة “دير الزور” يؤكد أن العمل في الأراضي الزراعية يواجه تحدياً كبيراً وهو هجرة الشباب القادرين على العمل في الأراضي الزراعية.

هجرة الشباب جعلت مهمة الأعمال الزراعية من اختصاص النساء اللواتي يقمن حالياً بأعمال السقاية والزراعة والحصاد، إضافة لوجود مساحات زراعية كبيرة غير مستثمرة لغياب أهلها عنها  حسب ما أكده “علي” في حديثه مع سناك سوري، مشيراً إلى أن هذه العوامل مجتمعة أثرت في نمو القطاع الزراعي الذي يعد شريان الحياة لسكان المنطقة ومصدر دخلهم الوحيد.

هجرة الأراضي الزراعية خلال سنوات الحرب أدت لقلة في الإنتاج حسب “أبو حسن” الذي هجر أرضه قبل أكثر من أربعة سنوات لكنه عاد اليوم إلى قريته لممارسة عمله في أرضه، مشيراً إلى أن البداية كانت صعبة لناحية عدم توفر مستلزمات العمل الزراعي خاصة المازوت إضافة لقلة جودة الأرض نتيجة لهجرتها وتركها بدون زراعة.

“أبو حسن” أشاد بالجهود التي يبذلها القائمون على العمل الزراعي في المحافظة لناحية تأمين السماد ومنح القروض وتشغيل محطات الري وهو ما شجع حسب رأيه الأهالي على العودة إلى العمل في هذا القطاع، آملاً أن يكون الدعم أكثر في الأيام القادمة.

الحصول على مقومات الزراعة مطلب أساسي لدى المزارع “أحمد” والأهم تأمين المازوت والسماد والبذار وهو ماسيؤدي لزراعة مساحات أكبر والحصول على منتج زراعي بجودة عالية مطالباً بدعم أسعار المحاصيل الرئيسية التي تشتهر بها المحافظة من قطن وقمح وشعير بالشكل الذي سيسهم بعودة الأهالي الى أراضيهم وزراعتها .

الزراعة قبل الحرب ليست كما بعدها حسب حديث “محمود” الذي أكد انخفاض المساحات المزروعة واليد العاملة بالزراعة أيضاً وهو ماتسبب في تراجعها، لكن في المقابل هناك تفاؤل من قبل الحاج “عبيد” الذي رأى هذا العام استثنائياً من حيث موسم الأمطار حيث تجاوزت الهطولات الكميات المتوقعة وهو ماسيحسن إنتاجية الزراعة البعلية كالقمح والشعير.

رئيس اتحاد الفلاحين ” خزان السهو ” يقول في حديث مع سناك سوري:«إن اتحاد الفلاحين قام بتفعيل كافة الجمعيات الفلاحية والروابط في المناطق المحررة بعد انقطاع دام حوالي سبعة سنوات لتبدأ عجلة الدوران للزراعة من الصفر ولكن النتائج بدأت تظهر بشكل واضح خاصة في الموسم الشتوي الماضي حيث تجاوز الإنتاج الخطة المتوقعة»، مؤكداً أن عودة الأهالي إلى قراهم وأراضيهم هي من أصعب التحديات التي تواجه عودة الزراعة في المحافظة لكن يتم العمل على حل هذه المشكلة بالتعاون مع الجهات المعنية.

وتابع ” السهو” نحن نعمل على تأمين كافة المستلزمات اللازمة التي تساعد على النهوض بالزراعة من تأمين مازوت وبذار وأسمدة وقروض بالإضافة إلى إعفاء الفلاحين من فوائد القروض التي كانت عليهم بالتنسيق مع الحكومة، مشيراً إلى أن نتائج تقييم الزراعة في المنطقة بعد فك الحصار عنها فاقت التوقعات فالمحاصيل في الموسم الماضي كانت جيدة وقد حدد سعر كيلو القمح ١٨٠ ليرة وينقص السعر مع نقص الجودة أما القطن فكان سعره ٣٥٠ ليرة للكيلو الواحد .

استعداداً لموسم القطن …

بدأ فرع إكثار البذار بـ “دير الزور” عملية توزيع بذار القطن صنف ( دير 22 ) الأساس والمسجل للفلاحين، وبلغت كميات البذار الموزعة ٥٠ طناً جرى توزيعها بمعدل ٦كغ للدونم الواحد بموجب توصيات مؤتمر القطن، كما تم اختيار القرى التي جرت فيها عملية التوزيع وفق معايير للحفاظ على صنف القطن المذكور آنفاً وتجنيبه الخلط مع الأصناف الأخرى.

اقرأ أيضاً:في غياب “حجي المشتل” من يعيد زراعة دير الزور بعد أن أحرقتها الحرب!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى