“هنا دمشق” بهذه العبارة استهلّ الإعلامي “يحيى الشهابي” اللحظات الأولى لتأسيس “إذاعة دمشق” يوم 3 شباط 1947.
سناك سوري _ دمشق
وأصبحت “إذاعة دمشق” ثاني إذاعة عربية حينها بعد “صوت العرب” من “القاهرة” حين كانت الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأبرز للدول وكان “الراديو” مصدر الناس الجديد لاستقاء الأخبار ومتابعة أحداث العالم إضافة إلى السحر الجديد الذي حملته الإذاعة من بث لمسلسلات وبرامج عبر أثيرها لتخلق ذلك التعلّق الواسع من الجمهور بها.
يروي المخرج الإذاعي “مروان قنوع” في لقاء مع مدونة “إي سيريا” أن إذاعة “دمشق” انطلقت من مقر متواضع في شارع “النصر” ولم يكن البث يغطي سوى أماكن محدودة، إلا أن جيل الروّاد بذل جهوداً استثنائية للارتقاء بالإذاعة السورية حيث أنتج العديد من الأعمال الدرامية بأصوات الجيل الأول من الفنانين مثل “تيسير السعدي” و “أنور البابا” و”هدى الشعراوي” التي كانت أول صوت نسائي في الإذاعة آنذاك.
المذيع السوري “فاروق حيدر” قال في إحدى الندوات عام 2008 أن “إذاعة دمشق” أصبحت منطلقاً لتخريج مشاهير الغناء والفن في العالم العربي مثل “فيروز” و”عبد الحليم حافظ” و “فايزة أحمد” وغيرهم.
اقرأ أيضاً:ميلاد “فيروز” التي ولدت في دمشق… “صار القمر أكبر”
وعاشت الإذاعة السورية 3 سنوات من التوأمة مع الإذاعة المصرية خلال فترة الوحدة بين 1958 و 1961 فيما سبّب نشوء التلفزيون السوري عام 1960 انتكاسة للإذاعة بسبب رحيل الكثير من المذيعين عنها نحو التلفزيون الحديث لكنها استمرت رغم ذلك بالبث وتوسيع نطاق انتشارها.
إلا أن إرسال إذاعة “دمشق” لم يصل إلى تغطية 24 ساعة في اليوم حتى العام 2005 كما ذكر الإعلامي “عماد الدين إبراهيم” مشيراً إلى أن الإذاعة أصبحت تمتلك مساحات واسعة من البث المباشر على الهواء بعد أن كانت معظم برامجها مسجّلة، كما أنها حافظت على مكانتها بين المستمعين الذين يتواصلون مع برامجها من مختلف المناطق والدول.
تأثرت الإذاعة كسائر الوسائل الإعلامية التقليدية بظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها الواسع إلا أنها حافظت على استمراريتها ومكانتها لدى جمهورها لاسيما مع ما تثيره من ذكريات عن أيام الراديو الأولى والأعمال الفنية التي انطلقت منها، وفي ذكرى تأسيسها الـ 73 هل لا زلتم تستمعون إلى “إذاعة دمشق”؟
اقرأ أيضاً:“في رحاب الجزيرة”.. البرنامج التلفزيوني الذي فرض “حالة الطوارئ” في الحسكة!