الرئيسيةعلمهم بمحبةلقاء

الدكتورة “يسرى السعيد”: 74 % من التلاميذ خارج مدارسهم

طلاب “الحسكة” الحرمان من التعليم

سناك سوري – خاص

تمنح الدكتورة في كلية التربية جامعة الفرات (فرع الحسكة) “يسرى السعيد” جل وقتها لدراسة وضع التعليم في المنطقة الشمالية الشرقية بشكل خاص، وقد أنتجت خلال الفترة الماضية عدة أبحاث حول واقع العملية التعليمية والمدارس والتلاميذ، وخلصت إلى نتائج توضح مدى سوء هذا الواقع الذي يهدد مستقبل مئات آلاف الطلبة السوريين.

أبرز أزمات التعليم في منطقة الحسكة ومحيطها بحسب ماخلصت إليه “السعيد” هو فرض مناهج تعليمية جديدة بلغات بديلة عن اللغة العربية وذلك في معظم مدارس المحافظة التي أغلق عدد كبير منها، بينما انحصر التعليم بالمناهج الحكومية في نطاق ضيق ما اضطر لجمع الطلبة في عدد قليل من المدارس التي ضاقت قاعاتها بهم.

تقول “السعيد” خلال حديثها مع سناك سوري: «عانى الطلبة ومدرسيهم من منعهم الوصول إلى المدارس التي تدرس المنهاج المدرسي من قبل جهات فرضت التدريس بغير العربية على جميع الطلاب، ما حال دون قدرة المدرسين على التعليم والتلاميذ على التعلم، بينما خرجت مئات مدارس الريف عن الخدمة ومنعت وزارة التربية من الوصول إليها والإشراف عليها».

في الأثناء ظلت الإجراءات الحكومية قاصرة وعاجزة عن إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة نظراً لتشعباتها العسكرية والأمنية والسياسية، وكل ماتم تقديمه هو حلول مؤقتة شملت عدداً محدوداً من الطلبة بينما ظل البقية خارج القدرة على الوصول وإيجاد الحلول لهم.

اقرأ أيضاً: إغلاق جامعة “الفرات” في الحسكة اعتراضاً على تدخلات الإدارة الذاتية

تقترح “السعيد” بعض الحلول التي من شأنها أن تساهم في تخفيف الأزمة حسب وجهة نظرها، وتقول خلال حديث مع سناك سوري:« لابد من إعطاء التعليم أولوية من حيث حماية المراكز التعليمية من مدارس وجامعات وإبعادها عن الاستخدامات العسكرية ومحاولة توفير الأمان فيها لغاية استكمال الدراسة، و إيجاد نوع من التعاون المجتمعي بشأن توفير أنشطة التعليم في المنازل أو في مراكز آمنة للطلاب الذين لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم للحفاظ على حياتهم، و دعم المبادرات الدولية بشأن الحفاظ على التعليم في سوريا وإبعاد المراكز والمؤسسات التعليمية عن التصعيد في المناطق الساخنة، و الطلب من الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف للضغط على الدول المانحة لتوفير الأموال اللازمة».

الظروف التعليمية بشكل خاص وظروف الحرب بشكل عام أدت لحرمان الطلبة من حقهم في التعليم، حيث وثقت دراسة أعدتها “السعيد” تسرب عدد كبير جداً من الطلاب للعمل في مهن حرفية مختلفة ووصلت نسبتهم إلى 74% في بعض المدن الشرقية، وأصبح هؤلاء الأطفال المعيلين الوحيدين لأسرهم.

اقرأ ايضاً: “دير الزور” الأسر التي نزحت بسبب الحرب عادت ونزحت بسبب التعليم

الأثر لا يقتصر على التلاميذ فهو يمتد أيضاً للمدرس الذي خلفت هذه الظروف بظلالها عليه، وبحسب “السعيد” وهنا تتحدث عن معظم مناطق سوريا: «المعلم تحول بدوره إلى ضابط لسلوكيات الطلاب، وأن الوضع الاقتصادي والراتب المتدني له جعله لا يهتم بالتعليم في المدرسة مقارنة باهتمامه بتدريس طلابه في الدورات الخاصة التي انتعشت كثيراً في ظل الأزمة ووصلت إلى ذروتها، كما أن قلة عدد الكوادر المؤهلة وصعوبة المناهج التعليميّة المعدلة أدت إلى مشكلة في إيصال المعلومة الصحيحة للطالب، غير أن المكون الرئيسي لفشل العملية التعليمية هو الإهمال وغياب الرقابة إضافة إلى التباين في أوضاع الطلاب حسب تأثير الأزمة عليهم».

اقرأ أيضاً: هل يحل خلاف المناهج التعليمية في الحسكة يوم غد ؟

للأسرة دور كبير في مساعدة الحكومة على تجاوز آثار الأزمة على الطلاب حسب “السعيد” :«فالدور التكاملي بين الأسرة والمدرسة حيوي وضروري، ولايمكن للطالب أن ينمو بشكل متوازن بدون التكامل لأن الأسرة قد تهدم ما تبنيه المدرسة، والمدرسة قد تهدم ما تربى عليه الطالب في البيت، فيعيش الطالب في تناقض أو ازدواجية في السلوك، أو قد يفقد الثقة بهما معاً، ويبحث عن مصدر آخر نحو جماعة الأصدقاء أو الإعلام يستقي منه خبراته وسلوكياته والخطورة أن هذا المصدر قد لا يكون هناك سيطرة عليه».

اقرأ أيضاً: احتجاجاً على المناهج أبناء الحسكة يهجرون منازلهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى