التربية تدعو الطلاب للإيمان والأهالي يدعونها لتعطيل المدارس
الأهالي خائفون ويطالبون بإعادة الكشف على المدارس بعد هزة أمس

هل هي وزارة التربية أم وزارة الأوقاف؟، هو التساؤل الذي أدلى به عدد من متابعي صفحة وزارة التربية الرسمية في فيسبوك. على منشور الوزارة حول تشجيع الأطفال على التعايش مع “مصائر القدر”، وضرورة التمسك بالأمل لتحدي الصعاب. والذي يأتي وسط مناشدات عدة لعطلة رسمية للطلاب اليوم الثلاثاء بعد زلزال أمس. وإصرار الوزارة على الدوام.
سناك سوري – دمشق
وجاء في منشور التربية: «صباحكم سعيد… للأحباء أبناء القدر.. هي الحياة.. بحلوها ومرها، بجمالها وقسوتها، مثلما أتينا إليها بقدر علينا أن نستوعب أن هذا القدر لا راد له مهما فعلنا… نعيش على الأمل، ونبني حياتنا وكأننا في هذه الدنيا باقون إلى الأبد، نتحدى الصعاب ونتجاوز المحن… هكذا فطرنا وهكذا نكون، الخوف والهلع لن يغير قدرنا، بل علينا الإيمان بأننا قادرون على تجاوز الصعاب وتحدي القدر».
واعتبرت التربية وهي المسؤولة عن وضع الخطط التربوية لملايين الأطفال السوريين، أن ما نعيشه اليوم «اختبار الحياة الصعب، نخوضه قبل الزلازل والحروب والأوبئة وبعدها، فما نزداد إلا تصميماً على الحياة».
وعلقت “عبير عمران” وهي مديرة مركز بيت للتعليم المبكر وأنشطة الأطفال في اللاذقية، على منشور التربية الذي شاركته، وتساءلت، هل يعقل أن يكون أول منشور لوزارة مسؤولة عن ملايين الأطفال بعد الحدث الصادم هكذا؟.
وأضافت أن التربية نفذت الكثير من دورات الإسعاف النفسي خلال السنوات العشر الماضية، كان فيها آلاف المدربين. وقالت: «هل غفل كل هؤلاء المتدربون عن ضرورة نشر نصائح تفيد الطفل وأسرته ومعلميه عن طريقة التعامل مع هذا الحدث؟. هل افتقدت وزارة تربية بأكملها مكتب إعلامي يقدم منشوراته بشكل أكثر احترافية وملاءمة للحدث ؟».
بينما تمنت “بهيجة” إصدار قرار يصب في مصلحة وأمان الطلاب في ظل الظروف النفسية. التي يمرون بها. وتعطيل المدارس.
اقرأ أيضاً:بعد الزلزال.. مطالبات أهالي الطلاب المتضررين بتأجيل الامتحان
“لن نرسل أولادنا للمدارس” أجمع العديد من متابعي الصفحة على ذلك، وذلك خشيةً على سلامتهم بعد هزة الأمس. فقد كتب “علي” أن اللجان كشفت على المدارس في المرة الأولى، ألا يجب أن تعاوده مرة ثانية بعد ليلة البارحة، والتي من الممكن أن تكون تعرضت للضرر مجدداً.
وأكد “كمال” على ذلك، فالزلزال وقع ليلاً، ومن المرجح حدوث تصدعات بالأبنية من جديد، فليس من المنطق إرسال الأطفال دون التأكد. واستذكر ابنته كمثال وما عانته الليلة الماضية من خوف وقلق، مؤكداً أن صحة أطفاله تعادل كل القرارات.
اقرأ أيضاً:مطالبات بتأجيل دوام المدارس حتى بداية آذار
وتوجه البعض للسؤال عن ضمانات السلامة في حال ذهب الطالب لمدرسته، وحسب رأي “ريم” هل سيحميه الكتاب من الجدران المشققة. ونوهت “لمى” أن الأطفال باتوا ليلتهم مع أهاليهم بالشوارع. وصدمتها الأقوى عندما رأت المنشور الذي لم يراعِ الصحة النفسية لأي شخص مهما بلغ من العمر.
بينما “جوليانا” تخيلت في حال وقوع زلزال جديد، كيف سيتمكن المعلم من السيطرة على ردات فعل الطلبة، وحالة الاندفاع العشوائي حينها. والذي يحمل اصراراً أكثر حينها. فالجميع غير مؤهل لمواجهة تلك الحالات ويعيشون تحت ضغط نفسي كبير.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من مطالبات الأهالي وردت إلى منشورات وزارة التربية السورية، حول ضرورة تأجيل الدوام لبداية الشهر القادم.وكشفوا عن الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها الأطفال بعد ماحصل. إلا أن الوزراة ارتأت باستمرارية العملية التعليمية. لتعويض الفاقد التعلمي بعد العطلة التي فرضتها الظروف.
اقرأ أيضاً:هزة جديدة تُخرج ملايين السوريين إلى الشوارع.. وهذه حصيلة الأضرار
الترب