الأمهات العاملات: الحكومة اعترفت بمعاناتنا دون أن تفكر لنا بحل!
مع عودة الدوام الرسمي أين أترك أطفالي؟.. الأمهات العاملات وأطفالهنّ معادلة لا يبدو أنها ستحل قريباً
سناك سوري-اللاذقية
سمحت الحكومة بالتساهل مع الأمهات العاملات الموظفات، حتى تفتتح رياض الأطفال من جديد بعد انتهاء امتحان الشهادتين الإعدادية والثانوية، ما يعني اعترافاً حكومياً بأن وضع الأمهات العاملات حرج جداً من ناحية إيجاد مكان آمن لوضع أطفالهنّ لاسيما عند غياب الروضات، لكن ماذا عن الأمهات العاملات اللواتي يسكنّ في مناطق لا تحوي رياض أطفال تفتتح أبوابها صيفاً؟.
«أسبوع عند والدة زوجي، وأسبوع آخر عند أهلي»، هكذا كانت تدبر “ليلى” الأم الموظفة أمرها مع بداية كل صيف بعد إغلاق دور الحضانة، وتضيف لـ”سناك سوري”: «أسكن في ريف اللاذقية البعيد جداً عن المدينة وخدماتها، سابقاً كانت روضة الأطفال تفتح أبوابها صيفاً، لكن مع تراجع المدخول، وعدم قدرة الأهالي على وضع أطفالهم في الروضات، أغلقت الروضة أبوابها صيفاً واقتصر نشاطها على الموسم الدراسي مع المدارس».
“ليلى” اليوم تبحث عن مكان تضع أطفالها الثلاث فيه، بعد بدء الدوام بشكل رسمي عقب انتهاء امتحانات الثانوية والإعدادية، ما يمنحها شهراً كاملاً من البحث كما تقول، وتضيف: «للصراحة لا أعرف من أين أبدأ البحث، ولا خيار لدي سوى أهل زوجي وأهلي، والمشكلة بالحرج فكل شخص مشغول بأمر ما وسأحرج كثيراً حين أطلب منهم ترك أطفالي لديهم كل يوم 8 ساعات».
اقرأ أيضاً: الأم العاملة.. نحت في الصخر مقابل “فرنكات الحكومة” آخر الشهر!
مشكلة “ليلى”، مشكلةٌ تعاني منها أغلب الأمهات العاملات في الريف، بينما تعاني الأمهات في المدينة من مشكلة لا تقل حدة، توضحها “أحلام” لـ”سناك سوري” وتقول: «أقل قسط روضة صيفية مع أجرة المواصلات لكل طفل تبلغ 12 ألف ليرة سورية، ولدي طفلان صغيران أي أني أحتاج شهرياً إلى 24 ألف ليرة لوضعهما بالروضة خلال دوامي الرسمي في المؤسسة التي أعمل بها، يعني نص راتبي طار».
“أحلام”، وبعد وضع طفليها بالروضة وهي لا تملك أي خيار ثاني، سيتحتم عليها أن تعيش مع زوجها الموظف وولديها بمبلغ 75 ألف ليرة شهرياً، وهو وفق حديثها لا يكفي ثمن طعام خصوصاً بعد اقتطاع أجرة المنزل البالغة 40 ألف، تضيف: «لا تسألونا كيف عايشين، حتى نحن ما منعرف».
تقترح “أحلام”، أن يتم مراعاة ظروفهنّ كأمهات عاملات في ظل عجز الحكومة عن رفع الرواتب، عن طريق تخيفض دوامهنّ وتحديده بمناوبات لا تؤثر على العمل، خصوصاً أنهنّ كما تقول يقضين معظم الوقت في عملهنّ جالسات خلف المكاتب، أو أن يكون هناك روضات خاصة بالأمهات الموظفات بالقطاع العام تحت إشراف وزارة التربية مثلاً وبأسعار مخفضة.
يذكر أن أقساط رياض الأطفال المرتفعة ساهمت بإطلاق وزارة التربية لمشروع الصف التحضيري المجاني في بعض المدارس ابتداءً من مطلع العام القادم.
اقرأ أيضاً: مراعاةً للظروف الاقتصادية التربية تفتتح صف تحضيري للأطفال في مدارسها