خليفة والحسن مرشحان لجائزة البوكر.. ماهو سر الخلاف بينهما وماعلاقة الجائزة
سناك سوري-عمرو مجدح
ضجت الأوساط الثقافية والأدبية السورية والعربية خلال الأيام الماضية بالصراع الدائر بين الروائيين السوريين “لينا هويان الحسن” و”خالد خليفة”، منذ إعلان ترشح رواية الأخير “لم يُصلّ عليهم أحد” الصادرة عن دار “نوفل – هاشيت أنطوان” للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية 2020 لتنافس رواية “الحسن” “ليست رصاصة طائشة تلك التى قتلت بيلا” الصادرة عن دار الآداب والتي نشرت قبل رواية “خليفة” بأشهر ما أثار غضب الكاتبة السورية التي تتهم زميلها بأنه اقتبس كثيراَ من أفكار روايتها.
“الحسن” كتبت عبر صفحتها الشخصية على موقع الفيسبوك مخاطبة لجنة البوكر: «أين نزاهتكم؟ لم أسمع أو أقرأ أي توضيح من أحد أعضاء لجنة التحكيم كما يفترض أصولاً ولا من إدارة الجائزة التي راسلتُها؟! أي أن اللجنة فاتتها كل تلك التقاطعات في الأسلوب، والتقسيم، والتفاصيل، والأماكن، والأسماء!؟ ولم تلفت انتباهها السياقات المفضوحة، المشتركة بين الروايتين؟!».
تضيف: «لم ينتبه أيُّ من أعضاء اللجنة إلى أن ثمة كاتب، استحوذ على جهدي وموضوعي وأسلوبي وفضاءات الرواية، فـ”خالد” اتبع ذات أسلوبي في التفريع والتفاصيل وضخ الأسماء والأشخاص بلا انقطاع والتفلسف عند بعض المظاهر الطبيعية أو الحوادث من حب أو خيانة أو لذة أو موت».
تقدم الكاتبة ملاحظة عتب لزميلها “خليفة” الذي أرسلت له روايتها حال صدورها مع صديقتهما المشتركة التي اكتفت بذكر الأحرف الأولى من أسمها “ب، ع” وتقول: «كتبت لك إهداء، تعبيراً عن نيتي الصادقة بنسيان الجدال القديم بيننا حول ” الموت عمل شاق والذئاب لا تَنسى” وفتح صفحة جديدة لأني علمت أنك تعاني من مشاكل صحية، لم أكن أتوقع أني سألتقط هذا الكم الرهيب من التشابهات اضافة للاستحواذ على الأسلوب وشكل تقطيع الرواية ؟! لماذا يا خالد ؟!قبل سنوات أثيرت ضدي قضية مفتعلة بنيت على افتراء فارغ فحواه أني أخذت من “ويكبيديا- الموسوعة الحرة” معلومة علمية عامة».
اقرأ أيضاً:من هي الكاتبة السورية التي تزوجت محمود درويش وباتريك سيل؟
تفند الكاتبة ملاحظاتها على التشابه بين روايتها ورواية زميلها وهنا توضح: «من المصادفة أن تمر الرواية على حوالي ٨٠ في المئة من أمكنة روايتي “حلب، اسطنبول، معلولا، حي الجديدة، الجميلية، قلعة_سمعان” ومصادفة أيضا أن تتناول تقريباً الفترة الزمنية عينها، ومصادفة أن تعالج تشظي الهويات والانتماءات والديانات، ومصادفة أبطال أرمن، والحديث عن المجازر المرتكبة بحقهم، والحديث عن الأديرة وتاريخها ووصفها».
في البدء تجنب الروائي “خالد خليفة” الرد والدخول في مراشقات إعلامية بعد اتهامات “هويان” له بالإستحواذ على جهدها وأسلوبها إلا أنه انزلق خارجاً عن صمته ودخل في اشتباك من خلال منشور على الفيسبوك أشار فيه إلى الروائية السورية بشكل غير مباشر وبوصف (نعتذر عن ذكره) اعتبرته الكاتبة “معايرة” و”شتيمة” ما دفعها للرد بقوة مهددة بالتوجه نحو محكمة المطبوعات وهكذا تجدد الصراع الذي انتقل من الروائيين إلى كتاب وأدباء أصدقاء لهما انقسموا حول حقيقة الاستحواذ على الجهد ( كما وصفته الكاتبة) وانحاز كل طرف لصديقه! بينما ظل الصمت رفيق لجنة البوكر إلى الآن وسط كل تلك التساؤولات وهو الأمر الأكثر إثارة للإستغراب ويتوقع أن تخرج اللجنة إحدى الروايتين من القائمة القصيرة للجائزة والتي سيعلن عنها يوم 4 شباط 2020.
يذكر أن الكاتبة “لينا هويان الحسن” ابنة بادية “حماة” كرست أغلب كتاباتها للبادية السورية من خلال عدة روايات منها “بنات نعش”، “سلطانات الرمل”، “رجال وقبائل”وسبق أن رشحت روايتها ” ألماس ونساء للقائمة القصيرة “للبوكر ” في العام 2015.
كما رشحت رواية الكاتب “خالد خليفة ” “مديح الكراهية” لجائزة “الاندبتدت” العالمية 2008 وحصلت رواية “لا سكاكين في مطبخ هذه المدينة “على جائزة نجيب محفوظ للرواية العام 2013.
اقرأ أيضاً: أغنية لـ “فيروز” تسبب أزمة بين كاتبة سورية وكاتب لبناني