عندما نظر لي المسؤول في كراج جبلة وأنا أنتظر وسيلة نقل حتى أذهب بها إلى عملي أمس الأحد، رمقني بابتسامة جميلة جداً شعرت معها أن مشكتلي تم حلها وأن ابتسامته هذه ستتحول بعد لحظات إلى سيرفيس ينقلني إلى عملي.
سناك سوري – حسام رستم
في الآونة الأخيرة ومع اشتداد أزمة المحروقات وما صاحبها من أزمات في النقل، ارتفعت الأصوات مطالبةً المسؤولين للنزول إلى أرض الواقع وإيجاد حلول للأزمة التي قد تبدو بنظرهم عادية ومتوقعة بسبب الحصار الجائر والعقوبات الغربية الظالمة.
يوم أمس الاحد وبينما كانت محافظة اللاذقية كلها مقطوعة من المازوت، لوحظ وبشكل مفاجئ قدوم موكب كبير من السيارات الحكومية الفارهة إلى الكراج المليء بالمواطنين الباحثين عن أي وسيلة نقل تأخذهم إلى عملهم، وبعد ثواني من الترقب تابع المواطنون نزول مجموعة من المسؤولين الذين بدأوا يتبادلون السلام بينهم والابتسامات مع المواطنين.
اقرأ أيضاً: عشر ميزات غير دراسية للحياة الجامعية في بلاد التعليم المجاني
ظن الجميع هنا أن وراء هذه الابتسامات “أسطول” من باصات النقل الداخلي والسرافيس القادم إليهم وكيف لا ونخبة من الرفاق المسؤولين قد غادروا مكاتبهم وجاؤوا من أجلهم ولحل مشكلتهم.
أنا المواطن المرهق من الانتظار تبادلت الابتسامات مع المسؤولين وسرحت بأحلامي إلى مكان جلوسي بالسرفيس المرتقب، انتظرت وانتظر الجميع نتائج هذه الابتسامات لدقائق، قبل أن يركب كل مسؤول سيارته الحكومية حتى دون أن يسأل أحدهم إذا ما كان أحد المواطنين ممن بادلوهم الابتسامات على طريقهم لايصاله، علّ المواطنين ينالون شرف الركوب في سيارة المسؤول التي بالمناسبة هي أفضل من السيرفيس وفيها مكيف.
في النهاية تذكرت دراسة أجريتها بنفسي بعد العديد من الزيارات المتكررة التي قام بها الرفاق .. أن ابتساماتهم والحديث والمسايرة فيما بينهم… لم تنتج بالنهاية إيصال أي مواطن إلى بيته ومكان عمله… فهل تصل هذه الدراسة إلى مسمع الرفاق، عساهم يعملون على تكذيبها.
اقرأ أيضاً: 10 شرائح غابت عن ذهن الحكومة عند اتخاذ قرار رفع الدعم