إصدار أول كتاب عن الأفاعي السوريّة في ألمانيا
أحمد ايديك: صعوبة التنقل وتكاليفها من أبرز الصعوبات التي واجهت العمل
استغرق المهندس الزراعي “أحمد ايدك” والخبير بالتنوع الحيوي والحياة البرية، المقيم في “سوريا”، مايزيد عن عام كامل في جمع البيانات. لإصدار أول دراسة علمية للأفاعي في “سوريا”، وجمعها في كتاب “أفاعي الجمهورية العربية السورية”، الذي تم نشره من قبل Edition Chimera في فرانكفورت بألمانيا.
سناك سوري _ خاص
وقال “ايدك” إن “سوريا”، تفتقر إلى الأبحاث العلمية، التي تغطي الأنواع البرية الحيوانية، وتعتبر الدولة الوحيدة التي لم يصدر لها أي بحث علمي شامل للأنواع المختلفة. كما هو موجود في جميع دول العالم، مضيفاً لـ”سناك سوري” أن جميع الأبحاث العلمية السابقة قام بها الباحثون الأجانب. فمن النادر جداً أن نرى بحثاً علمياً لباحث سوري.
وانطلاقاً من هذا، بدأ عمله في توثيق الحياة البرية السورية منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً. وأتمّ أول أعماله في عام 2000 عن طيور حوض الفرات الأدنى. وتابع: «منذ ذلك الوقت أخذت قراري بتوثيق الحياة البرية الحيوانية في سوريا بكافة أشكالها».
اقرأ أيضاً:الأفاعي السورية صديقة الإنسان.. إليكم مجموعة معلومات مغلوطة عنها
واستمراراً برغبته قال “ايدك” لـ سناك سوري، أنه جمع آلاف الصور والعينات. وبدأ بمحافظة “دير الزور”، حيث نشر كتاباً بعنوان “دليل التنوع الحيوي في محافظة دير الزور” في العام 2010. يتضمن مئات الصور للأنواع الحيوانية والنباتية.
ليكثف بعده دراساته ويغطي أغلبية الأنواع الحيوانية البرية في البلاد، مؤكداً أن جميعها تصب في صالح “سوريا”، ليصدر الآن كتاب الأفاعي، لافتاً أنه خلال الأشهر القادمة سيتم صدور أول بحث علمي بتاريخ سوريا. للحيوانات الثدية وسيكون موسوعة علمية ضخمة. بالتزامن أيضاً مع بحث عن البرمائيات والسلاحف والطيور البرية.
وبالنسبة للمصادر التي تم الاعتماد عليها لإنجاز الكتاب، قال “ايدك” لسناك سوري، أن للجولات الميدانية الحصة الأكبر، إضافة إلى ذلك. فقد قدمت صفحة “هواة الحياة البرية السورية” على “فيسبوك”، العديد من الصور والبيانات والتي ساعدت بالدرجة الأساسية. لمعرفة انتشار الأنواع المختلفة في المناطق السورية وبالتالي دراسة انتشار توزع كل نوع من الأفاعي من خلال خريطة توضيحية.
اقرأ أيضاً:ناشط بيئي يكشف سبب تواجد الأفاعي في المنازل بالمدن
وكانت صعوبة التنقل والتكاليف الباهضة، من أبرز معوقات تحضيره للكتاب، فعشرات الجولات تم إلغاؤها بسبب ذلك. وأشار إلى تعاون جمعه مع الأصدقاء والمعارف في تقديم البيانات لإتمام نسخته الأخيرة.
«سيكون هذا الكتاب مرجعية علمية للأجيال القادمة»، يقول “إيدك” متحدثاً عن فوائد الكتاب، لافتاً أنه سيمثل القاعدة العلمية الأساسية. التي سيبنى عليها أي بحث علمي أو دراسة للأفاعي في المستقبل سواء في سوريا أو في الدول المجاورة.
وحسب ما أخبرته دار النشر فأن أكثر من مائة نسخة من الكتاب قد تم حجزها قبل الطباعة، منوهاً “ايدك” للتنوع الحيوي المذهل الذي تتمتع به “سوريا” مقارنة بالدول المجاورة، وعلى جميع المستويات. وذكر لسناك سوري أن العشرات من علماء الأفاعي في العالم يكتبون له (متى نشاهد بحث أفاعي سوريا؟).
اقرأ أيضاً:سوريا: تحذيرات من لدغات الحشرات.. الأفاعي أشد خطراً من العقارب
وأكد “ايدك” غياب أي ربح مادي من بيع الكتاب، فهو وجميع المؤلفين معه، غايتهم واحدة هي حب العلم ونشر المعرفة.
وتمت الموافقة على نشر الكتاب من قبل الجهة الناشرة مباشرة عند رؤية المسودة الأولى له. يقول ويضيف: «هكذا عمل علمي بالنسبة لهم. هو فرصة لطباعته لديهم لكونه أول دراسة علمية لسوريا، وخاصة بأنها دار نشر علمية مختصة بالزواحف في العالم».
وحول خصوصية الأفاعي السورية، قال “ايديك” إن ما يميزها هو تنوعها مابين ماهو موجود في أوروبا وبلاد الرافدين، إضافةً للنمط الفارسي. والصحراوي للجزيرة العربية. ويعود ذلك بالطبع إلى تنوع بيئتها التي تعتبر جسراً برياً مابين آسيا وأوروبا. وختم حديثه أن المشاركين معهم جميعاً علماء متميزون بعالم الحيوانات. وساهموا بحماس لإنتاج هذا العمل العلمي.
اقرأ أيضاً:ما هي أسباب غزو الجراد لـ سوريا؟