أوكرانيا تؤخّر الحل السوري … صواريخ كييف تُسمَع في دمشق
هل تُفتَح جبهة إدلب على وقعِ المواجهة الأوكرانية؟
تصدر الملف الأوكراني منذ اندلاع المواجهات العسكرية عناوين الأخبار على مستوى العالم مع تصاعد مخاطر الوصول إلى حرب عالمية ثالثة.
سناك سوري _ زياد محسن
المواجهة الروسية مع “أوكرانيا” ومن ورائها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جعلت من الصعب تخيّل حدوث تفاهم بين القوى العالمية الكبرى على الملف السوري، بل خرجت تحذيرات من وقوع صدام مباشر بين الأمريكيين والروس المتواجدين في مناطق الجزيرة السورية.
من جهة أخرى وجدت “سوريا” نفسها في خضمّ الصراع الروسي الأوكراني أو الروسي- الغربي إن صحّ التعبير، حيث قال مسؤول وصفته صحيفة “الشرق الأوسط” بالغربي دون أن تسمّه أن الحرب في “أوكرانيا” كشفت مدى اعتماد “روسيا” على قاعدة “حميميم” في استراتيجيتها العالمية، وذلك بعد أن أغلقت “تركيا” مضيقي “البوسفور” و”الدردنيل” في وجه السفن الحربية الروسية.
ثمة رأيان في مسألة الانشغال الروسي بالمواجهة الأوكرانية، الأول يقول بأن النجاح العسكري لـ”موسكو” في “أوكرانيا” سيليه فتحٌ للمواجهة الميدانية في “إدلب” وذلك رداً على الموقف التركي، بينما يقول الآخر أن من الممكن لتنظيمات مسلحة مثل “جبهة النصرة” أن تستغل الانشغال الروسي الحالي وتبادر لفتح جبهات القتال، فيما يبقى الاحتمال الأخير ألّا يتأثر الميدان السوري بانعكاسات الحرب الأوكرانية وأن يستمر كل شيء على ما هو عليه لناحية “خفض التصعيد” القائم حالياً شمال البلاد، على مبدأ فصل الملفات عن بعضها.
اقرأ أيضاً: الائتلاف يستنفر بياناته لمناصرة أوكرانيا واستعطاف الدعم
على صعيد السياسة، أعلن المبعوث الدولي الخاص “غير بيدرسون” أن اللجنة الدستورية السورية ستجتمع يوم 21 آذار الجاري في “جنيف” بوفودها الثلاثة الممثلة للحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، في توقيتٍ متزامن مع أوج التوتر العالمي بين الدول الفاعلة في الملف السوري لا سيما “روسيا” والأوروبيين و”الولايات المتحدة”، بعكس التفاؤل الذي رافق مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في “فيينا” والحديث عن إمكانية انعكاسه إيجاباً على الأزمة السورية والوصول إلى تسوية بين طرفي النزاع.
ورغم أن الحرب السورية التي تكمل بعد أيام عامها الحادي عشر لم تكن على رأس أولويات المجتمع الدولي قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، إلا أن ملف “أوكرانيا” الذي تصدّر عناوين نشرات الأخبار حول العالم، سيستحوذ على الاهتمام الدولي على حساب التوافق حول “سوريا” علماً أن الملف السوري يعيش منذ نحو عامين حالةً من الجمود دون أن يبدو له أي أفق للوصول إلى تسوية بين الأطراف الفاعلة والمتناقضة، بينما يبدو أن الصواريخ التي تسقط في “كييف” سيسمع صداها في “دمشق” ولو بعد حين.
اقرأ أيضاً:تبادل اتهامات بين الأطراف السورية حول القتال في أوكرانيا