أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخن

“أورينت” تدخل التاريخ من أوسخ أبوابه … لقاء تطبيعي مع الاحتلال الاسرائيلي

الحلقة لم تأتِ على ذكر “الجولان” المحتل ولا على ذكر المعتقلين السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

سناك سوري – دمشق

أثارت الحلقة التي استضافت سفير الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة عبر قناة “أورينت” اجماعاً للرأي بين غالبية السوريين بمختلف انتمائاتهم السياسية، حيث رأوا فيها نوعاً من التطبيع لاحتلال كان ومايزال يكّن العداء لهم ويغتصب أرضهم ويستهدف استقرار بلادهم، بينما يرى معد الحلقة أنها حوار متشعب تحتاجه القضية السورية بعيداً عن صخب الشعارات والمزايدات التي دفع السوريون ثمنها لعقود طويلة، هذا مالم يقم له بعض المتابعين أي وزن أمام جمال المذيعة التي قدمتها والذي على مايبدو كان مقصوداً ظهورها بهذه الحلة الجميلة.

المشكلة الأساسية التي ساقها التقرير قبل لقاء الضيف هي في “حزب الله”، و”إيران” اللذان أبعدا الناس والوطن عن “إسرائيل”. وبالتحديد عن الضيف الذي يعود بأصله إلى “الإسكندرية”، و(هي إشارة إلى قرب الإسرائيليين منا).

بعد ذلك حاورت المذيعة ضيفها الذي بدا وكأنه متشبع عروبة وخوفاً على أطفال ومقدرات الوطن، فالسفير يؤمن بالتعايش في دولة فيها الكثير من الإثنيات والطوائف، ولكن بعض الناس لم يقبلوها (العرب) وحتى هذه اللحظة ما زال هناك الكثير الذين لا يعترفون بها كدولة قائمة، وهو ما يثير الحزن في نفس الضيف وربما القائمين على المحطة أيضاً!.

الشقراء الجميلة مذيعة الحلقة فردت الأرقام عن المأساة السورية من تهجير وقتل ونزوح يتضح من خلاله ما تريده القناة من هذا اللقاء (التعايشي) المفعم بالمحبة والعاطفة التي عبر عنها السفير المصدوم مع الشعب الإسرائيلي للمأساة، وهم الذين يقدمون المساعدات الإنسانية للشعب السوري، لكن الضيف يشعر أن “مجلس الأمن” كان يجب أن يكون أكثر حزماً «فإسرائيل الدولة الصغيرة التي لديها مشاكل كبيرة لا تستطيع الحل والوقوف في وجه هذه المذبحة».

إلا أن الشقراء الجميلة لم تأتِ على ذكر “الجولان” المحتل ولا بأي طريقة، ولمّ تذكره إن كانت المحطة تهدف من لقائها هذا إلى كسر الحاجز الذي رفعه السوريون طيلة العقود الماضية بوجه التطبيع مع العدو الذي لم يمضِ على عدوانه الأخير ضد سوريا الشهرين، وللأمانة فقد ذكر “الجولان” مرة واحدة بهدف التذكير بأن “حزب الله” يحاول أن يقيم قاعدة عسكرية فيه، بمساعدة “إيران”.

اقرأ أيضاً: بتواطؤ عربي غربي…”إسرائيل” تتسلل إلى جنوب سورية تحت “ذرائع” إنسانية

وكان “الجولان” خلال فترة الحرب السورية المستمرة صلة وصل بين مصابي الفصائل على حدود “إسرائيل”، والمشافي الخاصة التي أنشأها “جيش الاحتلال” لمعالجة المصابين والمحتاجين لأي مساعدة، وذلك «من خلال مشروع “حسن الجوار” “الإنساني” لمساعدة الناس ومعالجتهم طبياً بدعم من الحكومة التي تدفع الفواتير، وهناك منظمات يهودية تقدم المساعدات للسوريين في الخارج دون إعلان عن ذلك. فهذا المشروع الإنساني يقدره الكثير من السوريين بعد أن علموا ماهيته الإنسانية البحتة»، قالها سفير العدو فخوراً بما قدمت بلاده للسوريين الذين مازالوا يذوقون طعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المعتقلات وخارجها في الجولان المحتل.

بين “إسرائيل” التي تعتبر في أدبيات الصراع العربي الإسرائيلي “عدواً”، وبين “إسرائيل” المجاورة لسورية المشتعلة منذ سبع سنوات بحربها، صورة ملتبسة؟ هكذا كانت المقدمة وهكذا يريد القائمين على برنامج “حسن الجوار” تمرير الديمقراطية الإسرائيلية التي إن عمت على المنطقة، سوف تنعم بالأمان والسلام الدائم، والرخاء الاقتصادي دون أي كلمة عما فعلته إسرائيل بسوريا، وحجم الدمار والخراب والأبرياء الذين سقطوا ضحايا الهجمات الصاروخية، وغارات الطيران الدائمة، واحتلال الأرض السورية.

الشقراء الجميلة مذيعة الحلقة اعتبرت أن استضافة السفير الإسرائيلي “داني دانون” حدث تاريخي، وهذا مايوافقها عليه السوريون أجل إنه أمر لن ينساه التاريخ أبداً بحق “أورينت” التي أصبحت تعرف بـ “أول محطة سورية تستضيف إسرائيلياً”، ولكن السؤال القادم الذي ينتظره السوريون عن إكمال مشروع “حسن الجوار” وما يخبئه لهم الإسرائيليين بالتعاون مع أصدقائهم الجدد.

اقرأ أيضاً: اتهامات لـ “غسان عبود” ومؤسسته “أورينت” بالعمالة للاحتلال الإسرائيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى