أسواق إدلب تنتعش بقدوم أهالي الغوطة
سناك سوري-خالد عياش
في مفارقة مضحكة نوعاً ما بوجود هذا الكم من الوجع السوري، فإن أهالي الغوطة الذين انتظرهم أهالي “إدلب” لم يأتوا أبداً، بل أتى عوضاً عنهم أناس يكتنزون الكثير من النقود لدرجة أن أسواق “إدلب” شهدت انتعاشاً لم تشهده طيلة سيطرة فصائل المعارضة عليها قبل 3 سنوات.
يقول الحاج “أبو محمد” وهو صاحب محل أدوات كهربائية في حديث لـ”سناك سوري”: «لك خاي ياريتن إجو من زمان»، كلام “أبو محمد” هذا يأتي بعد أن تمكن من بيع الجزء الأكبر من بضاعته الكاسدة، يضيف: «آخر براد بعتو كان السنة الماضية، حالياً صرت بايع عشر برادات وأربع غسالات و6 أفران غاز بظرف أسبوع واحد فقط».
كذلك واقع الحال لدى أصحاب محال بيع الجوالات والهواتف المحمولة، يقول “أحمد” الذي يمتلك محلاً لبيع الجوالات في المدينة: «آخر شي كنت بتوقعو إنو بيع 15 موبايل بيوم واحد، اجت الرزقة بجيت أهالي “الغوطة”».
أهالي “إدلب” وقياساً بالحصار الذي كان يعيشه سكان الغوطة، لم يكونوا يتوقعون ما شاهدوه من ضيوفهم الجدد الذين قد يصبحوا سكان دائمين، هذا مالن يتذمر منه الأدالبة، خصوصاً مع كم العقارات المستأجرة بمبالغ مالية ضخمة، فالقادمين من الغوطة لا يفاصلون بحسب السمسار العقاري “أبو عبد اللطيف” الذي أضاف: «أغلب “المهجرين” من المناطق السورية الذين قدموا إلى إدلب سكنوا في المخيمات، إلا أهالي الغوطة تراهم ينتظرون بالدور على أبواب المكاتب بحثاً عن منازل للإيجار من الواضح أنهم أناس ميسورون، الله يرزق الجميع».
وتجدر الإشارة إلى أن أهالي “إدلب” كانوا قد عاملوا الخارجين من “الغوطة” معاملة خاصة، من خلال بيعهم الخضروات والفواكه والمواد الغذائية بنصف ثمنها وأحياناً مجاناً، مراعاة منهم لظروف الحصار الذي كانوا يعيشونه في الغوطة الشرقية.
يذكر أيضاً أن من خرج من الغوطة الشرقية إلى إدلب هم مقاتلو الفصائل وعوائلهم ومسؤولو منظمات المجتمع المدني والإعلاميين وأعضاء المحالس المحلية.
اقرأ أيضاً: “الزعتري” يصف مراكز إيواء النازحين من “الغوطة” بالمأساوية