الرئيسيةحرية التعتير

“أم أيمن” تنتظر ابنها المختطف منذ 4 سنوات.. أحلم به كل يوم

“أم أيمن” وجع المختطف لا يسقط بالتقادم

سناك سوري – رهان حبيب

قبل نهاية العام جمعت “أم أيمن” أحفادها حولها والفرح بدأ يرتسم على وجهها لقدومهم، لكن غصة في الصوت باحت باسم “رواد” الغائب الحاضر في قلبها للسنة الرابعة على التوالي.

لا معلومات عن “رواد” سوى في الأحلام التي تلتقي خلالها أمه معه، حيث تحدثه ويحدثها، تقبله ويقبلها، ومن ثم تشتاق إليه في حلمها أيضاً قبل أن تستيقظ لتجد الوسادة رطبة من كثرة الدموع.

مثل كل الأمهات كانت “أم رواد” تتمنى أن يكون ابنها في أفضل المواقع، متعلماً ومثقفاً وناجحاً، ومحط إعجاب وتقدير من حوله، هذا قلب الأم، فقد أشرفت على دراسته وأرسلته إلى الكلية الحربية، ولطالما كانت سعيدة وهي تتلمس بزته في كل إجازة يأتيها وتشتم رائحة عرقه من التدريب متمنية أن يصبح ضابطاً كبيراً في جيش بلاده.

تقول الأم إنه كان شاباً ملتزماً جداً يحب العدالة والمساواة، يحب الحياة الجدية ولا يبدي تذمراً أو غضباً من ظروفه، ولا يتقاعس عن أداء واجباته، ما جعله محط احترام وتقدير من هم حوله.

اختطف “رواد” في الغوطة الشرقية حيث كان قطاع عمله هناك عام 2014، ومنذ ذلك الحين لامعلومات عنه، وحدها صورته المعلقة في صدر المنزل تتشارك مع سكان البيت يومهم، فقد تحولت إلى شجرة ميلاد يعلقون عليها أمنياتهم بعودته.

خبر اختطافه زاد أوجاع العائلة وجعاً فوق وجع، فقد سبق أن توفي شقيقه وهو طبيب بيطري قبل سنوات، بينما اقترن الاختطاف مع مرض الأخ الثاني لتعيش العائلة قصة اختطاف وعذاب وفقدان، قصة فطرت قلب الأم الجريجة على أبنائها المترقبة لخبر عن “رواد”.

بحثت العائلة مطولاً عن طرف خيط لتحرير نجلها المختطف لكن دون جدوى، حتى أنه سجل في قائمة المفقودين بعد عام على اختطافه من دون التواصل مع ذويه، إلى أن جاء موعد اتفاق الغوطة.

كانت أم رواد وهي في الثمانين من عمرها حالها كحال مئات الأمهات يترقبن خروج المختطفين من سجن التوبة، وفي اللحظة التي أعلن فيها عن خروج مختطفين من دوما، ذهب “ماجد” وجلس إلى جانب  أهالي المختطفين في صالة الفيحاء ينتظر شقيقه أو خبراً عنه، وبعد 3 أيام عاد كما أتى .

يقول “ماجد لـ سناك سوري: شعور بالخيبة والانكسار لم أتمكن من التعبير عنه لأمي وأبي، بعد ٣ أيام انتظار في صالة “الفيحاء” كيف أخبرهم وأضيف لثلاث سنوات ونصف من الحزن سنوات جديدة، هم مؤمنون لكن سنوات الفقد تجاوزت حدود الألم والوجع، لتلقي بالحزين بخانة فقدان الأمل بعد أن أعلن منذ عام من اختطافه مفقودا.
ويضيف أمي تشعر به حياً وأنا أسير على هدي إحساسها، انقطاع الأخبار مؤلم لنا ولكل الشباب والمختطفين، وإن كان المختطف واحد فالأسرة اختطف فرحها بهجتها بعد كل هذه الأحداث المحزنة في عائلته، في سورية فقد الأهل شبابهم ليعانوا عجزين عجز تقدم السن وعجز تجاه الاختطاف والانتظار.

تنتظر “أم أيمن” خبراً عن ابنها خبراً، مهما كان ربما يريح قلبها ونومها من الأحلام والكوابيس التي تراودها عنه، فهل هناك من يستجيب لوجعها ويعينها على معرفة مصيره أو تحريره، فلتعتبروني أمكم هكذا تقول وتضيف هل تستطيعون النوم وأمكم تتعذب على اختطاف ابنها، إذاً ساعدوني لأعرف خبراً عنه.

لا يسقط وجع المختطف بالتقادم تختم “أم أيمن” وتقول كل يوم يزداد الوجع ويتجدد مع كل غمضة جفن لأمه.

اقرأ أيضاً “رنا” تبحث عن خبر يبرد قلبها في العام السادس لخطف “عبد الله”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى