الرئيسيةسوريا الجميلة

أكبر معمّر في “القامشلي” يروي لـ سناك سوري قصة ولادة المدينة

“علي الحسو” ذو الـ 106 أعوام لا زالت ذاكرته حيّة لرواية تاريخ “القامشلي”

سناك سوري _ عبد العظيم العبد الله

يحتفظ الحاج “علي عبد الحميد الحسو” بصور وتفاصيل عن تاريخ مدينة “القامشلي” التي يعد أكبر سكانها سناً في الوقت الراهن، فذاكرته لم تمحُها سنوات عمره التي تجاوزت المئة فبقيت راسخة في مخيّلته.

يعود “الحسو” خلال حديثه لـ سناك سوري بعيداً في الذاكرة إلى السنوات الأولى من حياته التي أبصر نورها عام 1913، حين كان يسكن مع عائلته في بيوت الشعر متنقلين على طريقة أهل البادية بحثاً عن الماء والمرعى اللازم للمواشي، مضيفاً أن الترحال كان الصفة الأبرز لحياة أسرته في تلك السنوات.

لم تكن الحدود قد ترسّمت بعد بشكلها الحالي بين “سوريا” و “العراق” مطلع القرن الماضي، حيث يروي “الحسو” أن الترحال إلى “العراق” كان مألوفاً كما أنه شهد برفقة والده على حالات الصلح العشائرية وعادات أهل البادية.

رغم علامات التقدّم في السن التي بدت على وجهه وحركات جسده إلا أن أكبر معمّري “القامشلي” لا زال يستعيد ذكريات عمره متحدثاً عن صعوبة ظروف الشتاء في تلك الأيام وكيف عانت العائلات من السيول والفيضانات والعواصف.

يتذكر “الحسو” أيضاً ما تعرّضت له قرية “الحصوية” من قصف على يد قوات الانتداب الفرنسي أثناء تواجدهم في “سوريا”، مستعيداً ذاكرة هجومهم على منزل عمه في القرية وإطلاقهم الرصاص بكثافة ما أدى إلى خسارة ابنة عمه متأثرة بإصابتها فيما بقي المنزل شاهداً إلى الآن على القصف.

الانتداب الفرنسي اعتقل والد “الحسو” بتهمة مقاومته لمدة 3 أشهر، بينما جاء الجلاء ليخلّص السوريين من سنوات العذاب التي عاشوها في ظل الانتداب وفقاً لـ “الحسو” الذي لفت أيضاً إلى المظالم التي تعرّض لها الفقراء من الفلاحين على يد العائلات الإقطاعية في أواسط القرن الماضي.

يمتلك الرجل المتقدم في السن ذاكرة خاصة مع المطر يبدو أنه استمدّها من طفولته الأولى فيقول أنه يتذكّر الثلج الكثيف الذي هطل في الثلاثينيات، وسنوات الجفاف التي انقطع خلالها المطر في بعض السنوات كما جرى في الستينيات حين تأخر الهطول حتى أواخر شباط حسب قوله.

أما مدينة “القامشلي” فقد عايش “الحسو” مراحل تأسيسها منذ البداية ويصفها بقطعة كبيرة من الصحراء لم يبدأ العمران فيها حتى الثلاثينيات حين تأسس أوّل فندق بالمدينة المعروف حتى اليوم بفندق “آدم خجادوريان” وكان مجرد مبنى من طابقين، فيما أسس “جبو قره باشي” أول كراج للنقل في الأربعينيات، بينما افتتح “كربيس ميرابيان” أقدم مقاهي المدينة عام 1935 باسم مقهى “كربيس” الذي كان تجمعاً لشخصيات المدينة البارزة في حقول الثقافة والسياسة حسب ما يروي “الحسو”.
يذكر أن مناطق الشمال الشرقي من سوريا بما فيها قرية الجد “الحسو” تعرضت خلال الأيام الماضية لعدوان تركي أحيا لدى الأهالي ذكريات الاحتلال الفرنسي الذي قاومه الجد “علي عبد الحميد الحسو” وغيره من أجداد أبناء المنطقة.

اقرأ أيضاً:“دير الزور”.. رائحة خبز التنور تطغى على رائحة الذكريات السيئة

القامشلي في القرن الماضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى