إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمك

أشهر الأسواق التاريخية للأقمشة في “حلب” يعود للحياة

سبعون محلاً وأربعون غرفة “علوية” عادوا للعمل بعد تخريب طال 25 % من السوق

سناك سوري – حلب

قبل أشهر قليلة لم يكن أحد من تجار سوق “خير بيك” الواقع في “المدينة القديمة” يعلم شيئاً عن المكان الذي ورثه توالياً حتى بات عمره الفعلي أكثر من نصف قرن بقليل، ولا يتجرأ على مجرد التفكير بالذهاب إلى هناك لمعاينة الأضرار التي لحقت به نتيجة المعارك الطاحنة، والتفجيرات التي هزت المدينة القديمة برمتها.

غير أن الحياة عادت من جديد لتدب في أوصاله بعد ترميمه كاملاً بمحلاته وغرفه التي تعود للعصر المملوكي، حيث تفتتح “غرفة تجارة حلب”، اليوم السبت، السوق لينضم إلى باقي الأسواق التي تم تفعيلها وتأهيلها وفق المعايير والمحددات الأثرية والتاريخية للسوق وذلك بعد تعرضه للتخريب بنسبة 25 بالمئة كما صرح به “رئيس غرفة تجارة حلب”.

قبل أن تندلع الحرب في البلد كان هذا السوق أو الخان كما يحب أصحاب المحلات فيه تسميته مليئاً بالبضائع والأقمشة، يقصده أهالي حلب وحتى أهالي سوريا لتسوق أفضل الأقمشة وأشهرها في المنطقة ككل، حتى أن زواره كانوا يعانون من صعوبة التنقل فيه نتيجة الازدحام، لكنه كان ازدحاماً يسبب لهم السعادة والفرح وليس الأسى كما يحدث على أفران الخبز حالياً.

اقرأ أيضاً “حلب” في عيون حكومة “خميس”، وذاكرتها العاطفية

لكن ومع اندلاع الحرب أصبح السوق ساحةً لها تضررت محال فيه وتدمرت أخرى وسرقت التالية وصمد بعضها لكن بقي السوق في ذاكرة أصحابه، وبقيت آمالهم بعودته وإعادته للحياة قائمة.

قبل حوالي عام تقريباً امتلك أول تاجر شجاعة الوصول إلى هذا السوق بعد أن زال خطر عنه وانطلقت معه أول مرحلة من مراحل إعادة تأهيله، بعض التجار كانوا يحتفظون بمفاتيح محالهم وعندما عادوا إليها وجدوها بلا أبواب ذهب كل شي وبقي المفتاح لكنه كان البداية بالنسبة لهم.

خلال مرحلة إعادة إعماره كان التجار يتبادلون الأحاديث والأفكار حوله حتى الذكريات راحوا يستعيدونها فمارسوا هواياتهم بلعب طالولة الزهر مثلاً، وشرب القهوة الصباحية معاً وكذلك الأرجيلة بالتوازي مع عملهم يداً بيد لإعادته.

نجح أصحاب المحال بالتعاون مع السلطات المحلية في الحفاظ على نمط هذا السوق وهويته التاريخية والتجارية، صحيح أن الحرب مرت عليه لكنهم استطاعوا المرور فوقها أيضاً وجعلها خلفهم باعثين الحياة إلى تراثهم ومصدر رزقهم من جديد.

هي بداية جديدة لحلب، وناسها الذين اعتادوا على العمل والإبداع، على الرغم من أن المدينة القديمة بحاجة لعمل كبير وضخم، ويتطلب تكاتف الكثير من المؤسسات والمنظمات والأفراد.

اقرأ أيضاً “أبو صبيح” أول العائدين إلى خان الحرير بحلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى