رأي وتحليلفن

أسئلة حزينة تدفع فنانين للبكاء في المقابلات الصحفية

هل توجيه هذا النوع من الأسئلة ضرورة أم إثارة لمشاعر الضيف والجمهور؟

انتشر اليوم مقطع من إحدى المقابلات الإعلامية مع الفنانة “صفاء الرقماني”، والذي يعرض بكاءها بحرقة عند الحديث عن والدتها المتوفية، وسؤالها عن التغييرات التي أصابتها بعد وفاتها.

سناك سوري – ناديا المير محمود

سبق مقطع  “الرقماني” في الآونة الأخيرة، حادثة مشابهة مع الفنانة “شكران مرتجى” التي أوجعت بدموعها كل من رآها عند الحديث عن أمها الراحلة أيضاً.

وبذات الحرقة تحدث الفنان “بشار اسماعيل” في لقاء سابق له عن الأثر الذي تركه رحيل والدته به، واكتفت نبرة صوته بإيصال الفكرة، كما أن الممثلة “سلافة معمار” لم تستطع السيطرة على دموعها عند الحديث عن وفاة والدها.

أمثلة كثيرة تصيب الفكرة ذاتها، حول الأسئلة الموجهة خلال اللقاءات الإعلامية مع الفنانين، وماجدوى السؤال عن أثر تلك الحوادث في مسيرة الفنان، والذي يعتبر في النهاية كأي إنسان فقد شخصاً عزيزاً على قلبه مهما اختلفت درجة القرابة.

يقضي الفنان بطبيعة عمله، ساعات طوال ما بين مواقع التصوير وقراءة النصوص وخلق تحديثات للشخصيات الموكلة إليه، فيما يتم تغاضي السؤال عنها أحياناً، والسير نحو الأسئلة المتعلقة بحياته الشخصية والأمور التي تحزن بديهياً أي بشري كما ذكر سابقاً.

اقرأ أيضاً:بعد عيد الأم بوقت قصير.. الممثلة شكران مرتجى تفقد والدتها

يملك كل من ذكر اسمهم في الأمثلة السابقة عشرات الأعمال المتنوعة، والكثير من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية التي شارك بها. أَ ليس من الأهم للمشاهد أن يعلم ماذا فعل وسيفعل نجمه المفضل، على رؤيته باكياً جراء حادث معين.

أَ ليس من الأجدر التعامل أثناء اللقاءات بتخصص أكثر بالموضوع الفني! فما أهمية بكاء الفنان على الشاشة في لقاء مصور بالنسبة للواقع الفني في البلاد؟ هل سيساهم بكاؤه في تحسين الفن ؟. أليس التركيز على القضايا الدرامية والأعمال الفنية والتثميل ..إلخ أفضل من السعي خلف إثارة المشاعر والتحريض على الدموع؟

قد يقول البعض إن الجمهور “عاوز كدة”. نعم ربما يكون بعض الجمهور مهتماً بخصوصيات الفنانين لكن ليس لدرجة استفزاز مشاعرهم بالبكاء والبحث في أعماق شخصياتهم.

وبالمناسبة لا يتحمل الإعلام وحده المسؤولية فالفنان الذي يقبل الاجابة على هكذا اسئلة والمشاركة في حوارات من نوع التريند مسؤول بشكل مضاعف. فالفنان يحمل مسؤولية مجتمعية ومن واجبه الحفاظ على سوية معينة في ما يقدمه عن نفسه. فهو لا يضيف شيئاً للبشرية اذا قال لنا انه يبكي فـ 99% من الناس يبكون وكل الناس لديهم مشاعر ويحزنون للفراق.

للإنصاف قد لا يكون الهدف هو الشهرة وجمع المشاهدات، ولربما المقصد إنساني بحت كنوع من التضامن مع الشخص، إلا أن للمشاعر بالمجمل حق رعايتها ومراعاة أماكن إظهارها، فقد ينال الشخص مراده مصادفة ولو عن طريق نكتة يرويها له ضيفه أثناء اللقاء.

اقرأ أيضاً:في ذكرى رحيله الـ5.. أمل عرفة تخاطب والدها بكلمات مؤثرة

زر الذهاب إلى الأعلى