أزمة حليب الأطفال تعود مجدداً كذلك وعود انفراجها
صيدلاني: انقطاع الحليب أدى لدخوله السوق السوداء
توجهت “صبا” 33 عاماً من مدينة “مصياف”، إلى “حماة” حسب نصيحة أحد الصيادلة، لتأمين حاجتها من حليب الأطفال لتوأمها البالغان من العمر3 أشهر. وذلك لعدم توفره ضمن مدينتها.
سناك سوري _ خاص
و قالت “صبا” لسناك سوري مفضلة عدم ذكر اسمها الكامل، أنه وعند سماعها منذ قرابة الشهر بانقطاع الحليب، تمكنت حينها من تأمين كمية. واشترت العلبة زنة 400 غرام وقتها بـ17500ليرة سورية. ولكنها لم تعد تجده. بدأت برحلة بحثها.
أزمة حليب الأطفال التي لم تغب عن الساحة السورية في الفترة الأخيرة، لم تنحصر بمنطقة معينة، فها هي “شذى” من أهالي “اللاذقية” أكدت لسناك سوري، عدم عثورها على أي عبوة من النوع الذي تشتريه لطفلتها.
وتابعت “شذى” أن أحد الصيادلة قال لها، أن مندوب المستودعات لم يعد يوزع عليهم، وأن حمولة الحليب موجودة بالمرفأ بانتظار رفع أسعاره. ولم يتم توزيعها حتى الآن. ولكنها ولحاجتها الماسة له اضطرت لتوصي عليه من “لبنان” من نوع “بيبي لاك” “الهولندي”.
وذكرت أيضاً لسناك سوري، أن أحد أصدقائها اضطر به الأمر لأن يطعم ابنته البالغة من العمر 8 أشهر، حليب “نيدو” كامل الدسم، ورغم عدم ملاءمته لعمرها إلا أنه لم يجد حلاً آخر.
اقرأ أيضاً: آخر صيحات البيع بسوريا.. حليب فلت بالبزورية!
أسباب الانقطاع:
قال الصيدلاني “اسماعيل زينو” لسناك سوري، أن السبب عائد لتوقف التوريدات التي تحتاج لوقت، وتابع أن «الغريب بالأمر هو انقطاع كل الأصناف بوقت واحد رغم اختلاف الشركات ومصادر الاستيراد».
وأضاف “زينو” أن الأزمة الحالية للحليب، فسحت المجال أمام بعض المستفيدين للتعامل به ضمن نطاق السوق السوداء. والتحكم بأسعاره مستغلين حاجة الأهالي له وغيابه عن السوق.
وعند سؤاله عن الأسعار بحال توفره، ذكر “زينو” أنه بين 17 ألف و25 ألف ليرة سورية حسب النوع. وهناك “كيكوز” ب14 ألف ولكنه غير متوفر، وأن وجد فيباع بسعر أعلى.
وأما عن النوع المخصص “للخدج”، وخالية اللاكتوز” المصنعة لحالات “القلس”. فأن أسعارها تتراوح بين30 ألف إلى 38 ألف ليرة سورية.
و ساهم انقطاع الحليب وفق ما قال “زينو” لظهور أنواع جديدة غير مألوفة، وعودة أصناف قديمة لا سوق لها ليتم طرحها من جديد. و مجبرون كصيادلة أن يشترونه لتلبية احتياجات الناس.
لم يتوقف الأمر عند حليب الأطفال، بل طالت القصة أيضاً الأطعمة المخصصة لهم مثل “سيريلاك” و”سامي” و” برينتولاك”، إذ يتم توزيعها على الصيدليات على مبدأ الحصص من3إلى 6 قطع فقط أسبوعياً.
وأشار “زينو” أن المفاجئ في هذا الأمر توفر تلك الأطعمة في المحلات التجارية أكثر من الصيدليات دون معرفة السبب بشكل واضح.
التأثيرات المترتبة على تغيير الحليب على صحة الطفل:
قالت الدكتورة “ضحى محمود” أخصائية أطفال لسناك سوري، إن تغيير طعم الحليب يختلف بين الشركات المصنعة حسب التركيبة. وهذا لايؤدي بالضرورة الى اضطرابات معوية او مرضية لدى الاطفال، وإنما يرفضه الطفل بسبب اعتياده على طعم تركيبة معينة.
والاختلاف يكمن وفق الطبيبة بوجود نوع مدعم وآخر مخصص للاسهالات، وبعض الانواع يضاف إليها نشاء الرز من أجل القلس المعوية. لافتة أنها حالات مرضية خاصة وليست عامة، بالمجمل فإن تبديل النوع كاسم تجاري لاينعكس سلباً على الطفل.
وشهدت البلاد أزمة حليب مؤخراً، بينما قال مدير مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد “شادي جوهرة”. في تصريحات نقلتها الوطن المحلية اليوم الخميس إن «شحنتي حليب أطفال وصلتا لميناء اللاذقية منذ فترة، وبدأ توزيع الكميات في الأسواق بعد تخليص الشحنتين من الميناء، وخلال فترة بسيطة ستحل أزمة نقص حليب الأطفال في الصيدليات».