الرئيسيةسناك ساخر

أدوات صمود “الأخ المواطن” خلال 50 عاماً.. بعضها قد يتجدد!!

اللوكس بدو غاز والسراج بدو كاز والمواطن الصامد صار بدو دفشة

يحكي (الأخ المواطن) خلال السطور المقبلة حكايته مع تطور أدوات الصمود بوجه الظلمة التي رافقت تشكُّل وعيه خلال سنوات عمره التي تجاوزت الـ40 عاماً بقليل. والتي استمرت على مدار العقود الخمس اللاحقة، باستثناء سنوات قليلة يسميها “فترة النغنشة”!!.

سناك سوري-حسان الإبراهيم

كانت “الشمعة” هي أداة الإنارة التي نتجهز لإشعالها مع حلول مغيب الشمس وخلال فترات التقنين الكهربائي الطويل الذي كان سائداً خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي. وإنجاز الفروض المدرسية الكثيرة التي كانت مطلوبةً في المدارس آنذاك، حتَّم على الأهالي توفير مؤونة الشمع دون انقطاعٍ. وذلك من أجل تهيئة أفضل الظروف لأبنائهم (الصامدين) إضافةً لشمعة متنقلة يستخدمها أفراد العائلة خلال تنقلاتهم داخل المنزل.

سراج الكاز عاد للظهور
سراج الكاز عاد للظهور

لاحقاً، وبسبب التطور الحياتي لفكر الإنسان، بدأ استخدام “سراج الكاز” – الذي كان مستخدماً قبل عقود – إلاَّ أنَّه عاد للانتشار نظراً لتوفر مادة “الكاز” التي كانت تباع عبر “الطنابر”. إلى جانب مادة “المازوت” والذين عاصروا تلك الفترة يتذكَّرون ذلك المشهد وأصوات “الطنبرجية” جيداً.

اقرأ أيضاً: وزير الكهرباء: أي هزة بالنفط تؤثر علينا وانفراجات كبيرة قادمة قريباً

مع نهاية الثمانينيات وبداية العقد التالي برز تطوُّرٌ كبير في أداة الإنارة المستخدمة للتغلُّب على الظلمة المستمرة واستبدل “سراج الكاز” بأداة أكثر إضاءةً. ألا وهي “لوكس الكاز” والذي كنا نستمتع كأطفال يافعين بعملية إشعاله التي تتطلب نكشاً سريعاً ومستمراً للضاغطة فيه. ومن ثمَّ إشعال “الشنبر” بعود الثقاب لتتحقق الفرحة الكبيرة لدى العائلة ببزوغ النور وبالصوت الشجيِّ له خلال فترة المساء والسهرة. التي كانت تنتهي مع نفاذ كمية “الكاز” فيه ومعها يضطر الجميع للخلود إلى النوم مرغمين بعد تحقيق فرض الصمود المطلوب منهم. ويستمر التقنين!!.

لاحقاً، ومع استمرار الظلمة مرافقةً لحياة السوريين الصامدين، ظهر الاختراع الأكثر تطوراً، وعصريةً، والمسمى “لوكس الغاز” وما يميزه عن سابقه. هي سهولة إشعاله وعدم الحاجة للدفش والنكش كونه يحوي صماماً سهل الفتح يسمح لوصول الغاز إلى “الشنبر”. إضافةً بأنَّ ضجيجه أقلُّ حدَّةً. كانت فرحتنا كأطفال وشبَّانٍ يافعين تحدث حينما توكل إلينا مهمة تعبئة “اللوكس” بالغاز عند الباعة المتخصصين بذلك والذين اقترنت أسماؤهم بتلك المهنة “أبو فيصل” و”أبو سليمان” وهؤلاء شخصيات حقيقية عاصرتها عن قرب.. وما زال التقنين مستمراً!!!.

خلال العقدين الأخيرين شهدت أدوات الإنارة لدى السوريين تطوُّراً هائلاً من خلال وصول الاختراع الأكثر أماناً وسهولةً بالاستخدام ألا وهي “المدَّخرات” (البطاريات بالعامية). ومتمماتها من “اللدَّات” و”اللمبات” وغيرها، والتي أطاحت بعصر “اللوكس” و”الشنبر” وبفضلها أصبحت ظلمة التقنين الكهربائي مهزومةً. ولم تستطع النيل من صمود “الأخ المواطن” الذي حاربها وكافحها على مدار عقودٍ ماضيةٍ طويلةٍ نسبياً.

بعد هذا الاستعراض لمراحل صمود “الأخ المواطن” ومحاربته لتحدِّيات التقنين وظلمته التي واجهته على مدار أكثر من نصف قرن… ما زال التقنين مستمراً لغاية كتابة هذه الحكاية!!!!.

اقرأ أيضاً: أخ مواطن يسأل: شو ممكن نلحس هالصيفية؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى