الرئيسيةسناك ساخن

أحمد الخطيب أول رئيس لسوريا بعد الحركة التصحيحية عام 1970

قيادة البعث مابعد التصحيح إلغاء التعيين والعودة للانتخابات

سناك سوري – دمشق

في مثل هذا اليوم شهدت سورياً حدثاً مفصلياً في مسارها السياسي والتاريخي يسميه حزب البعث “الحركة التصحيحية” التي جاءت لمعالجة الظواهر المرضية للحزب والتي أصابته بعد ثورة 8 آذار وعجزت حركة 23 شباط عن تصحيحها.
لا تذكر وثائق الحزب التي بحثنا فيها تفاصيل ماحدث في ذلك اليوم على أرض الواقع، إلا أن ما يذكره متابعون لتلك المرحلة يدور حول قيام كوادر حزبية مع وحدات من الجيش والقوات المسلحة بمحاصرة بعض أعضاء قيادة الحزب واعتقال بعضهم وحل القيادتين آنذاك وتشكيل قيادة قطرية مؤقتة بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد.
المذيع السوري “محمد قطان” كان من أذاع بيان التصحيح آنذاك والذي جاء فيه أنه كان لابد لقواعد الحزب مدعومة بجماهيرنا الكادحة من أن تتصدى مرة أخرى لهذه العقلية وتبعدها عن مسرح الأحداث ومواقع المسؤولية، والمقصود هنا حسب مختلف المراجع الثنائي “صلاح جديد” و”نور الدين الأتاسي” الذين انتهى عهدهما في البعث بعد هذه الحركة وأمضى “جديد” باقي حياته في السجن، بينما خرج الاتاسي بعد 20 عاماً.
بعد التصحيح بيومين وتحديداً في 18 تشرين الثاني تولى البعثي “أحمد الخطيب” رئاسة الدولة السورية وهو من محافظة “درعا” جنوب سوريا، حيث ظل رئيساً للدولة حتى 22 شباط 1971 بينما تولى الرئيس حافظ الأسد “رئاسة الحكومة” آنذاك.
في 22 شباط قدم الخطيب استقالته وانتقلت السلطة للرئيس الأسد بعد استفتاء شعبي، وأصبح أميناً للحزب وقائداً للجيش والقوات المسلحة، “الخطيب” أصبح عضواً في القيادة القطرية للحزب بعد استقالته من رئاسة الدولة.
بعد الحركة التصحيحة تم تشكيل مجلس الشعب بصيغة العمال والفلاحين وباقي فئات الشعب، وأصدر قانون الادارة المحلية التي تقول أدبيات الحزب أن هدفه كان تركيز المسؤولية في أيدي الجماهير لتماريس بنفسها إدارة شؤونها، وشهدت سوريا انتخابات مجالس الادارة المحلية في 3 تموز 1972.
كما شكلت في العام 1972 الجبهة الوطنية التقدمية من مجموعة أحزاب قومية في سوريا.
ولاحقاً تمت صياغة دستور جديد لسورية وأقر شعبياً في العام 1973.

اقرأ أيضاً: أحزاب سوريّة طردت وسجنت رموزها

إلا أن أبرز الإنجازات التي تحسبها المؤسسة الحزبية للحركة التصحيحية هي حرب تشرين عام 1973 التي أعادت الاعتبار للجيش السوري بعد نكسة 1967، حيث يرى البعثيون أن نهج التصحيح ساهم في تركيز الجيش على العمل العسكري وإبعاده عن العمل السياسي، ويقول ضابط المخابرات السوفييتي السوفييتي في سوريا “ليونيد ميدفيدكو” عام 1967 خلال شهاته على العصر أن جاهزية الضباط السوريين للمعركة في حرب 1967 كانت بالمقاهي عبر أحاديث السياسة والأخبار ماكان عاملاً حاسماً في نكسة 1967. وهو مالم يكن في حرب تشرين 1973.
وفق أرشيف حزب البعث فإن القيادة القطرية المؤقتة بعد الحركة التصحيحية عملت على معالجة الظواهر المرضية في الحزب مثل التناقض بين النظرية والتطبيق، وعدم التوازن بين بنية الحزب وبنية الجتمع، التقصير في إغناء الثقافة الحزبية، عدم وضوح علاقة الحزب بالسلطة، وعزلة الحزب عن القواعد والجماهير، والتأسيس للانتقال من الشرعية الثورية للشرعية الدستورية.
في العام 1971 ونتيجة للحركة التصحيحة عُقد المؤتمر القطري الخامس وتحديداً في 8 أيار، وكان من أبرز ماجاء فيه اقتراح تعديل النظام الداخلي وإلغاء تعيين القيادات والعودة لتطبيق مبدأ الانتخابات وتحديد مدة الدورة الحزبية بـ 4 سنوات.(أرشيف المؤتمر القطري)
كما جاء بعده بأربعة أشهر المؤتمر القومي للحزب والذي أثنى على الحركة التصحيحية وأعاد تشكيل القيادة القومية الحزبية وأصبح الرئيس حافظ الاسد أميناً عاما، وتحدث المؤتمر عن دور القيادات السابقة في تعميق أزمة الجهاز الحزبي وتصفية العناصر الحزبية المخالفة لعقليتها، وعدم تطبيق مبدأ الديمقراطية المركزية. (أرشيف المؤتمر القومي).

بيان القيادة القومية لحزب البعث في الذكرى الرابعة للحركة التصحيحية

اقرأ أيضاً: “أمين الحافظ” الرئيس الذي قاد المواجهات ضد الإخوان في حماة ورُبِطَ اسمه بالجاسوس “كوهين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى