الرئيسيةحرية التعتير

أصغر خياطة في العالم: بين نجاحها في مهنتها وسرقة طفولتها

أصغر خياطة في العالم: بين نجاحها في مهنتها وسرقة طفولتها..

سناك سوري-آزاد عيسى

تعيش بتول في مسقط رأسها في الجزء من مدينة القامشلي الخاضع لسيطرة الإدارة الذاتية والتي لا تضع قيوداً على إلزامية التعليم كما اعتدنا في سوريا قبل الحرب. وهذا ما أتاح لها أن تغادر المدرسة في سن مبكرة حالها كحال مئات الآلاف في مختلف مناطق سوريا.

تقول بتول في حديثها لـ “سناك سوري”: ربما تتحسن الأحول يوماً وأتمكن من متابعة دراستي. لكن الآن علي أن أتفرغ للعمل وإعالة أسرتي المكونة من أم في الخمسين من العمر وستة إخوة صغار تركهم أبي يصارعون الحياة بمفردهم.

تعلمت الطفلة السمراء مهنة الخياطة منذ كان عمرها 10 سنوات بينما كان نظرائها يتعلمون القراءة والكتابة الرياضيات والعلوم. تقول إنها تقضي يومياً 8 ساعات في العمل الذي تصرف كل ماتجنيه من مردود له على شراء حاجيات المنزل دون أن يتوفر لها ثمن لعبة تضعها إلى جانبها في السرير كما تفعل بنات جيلها.

قساوة الحياة لم تحرم ابن الثالثة عشرة من العمر طفولتها. فهي بريئة الابتسامة يفوح الصدق من حديثها. ورغم تعاملها اليومي مع الكبار إلا أنها لم تتعلم منهم الكثير من قساوة الحياة. مايدفع الجميع في محيطها لاحترامها وتقديرها.

اقرأ أيضاً: تصعيد في القامشلي…. استيلاء مسلح على دوائر حكومية مدنية

حظيت ابنة الحسكة بسمعة طيبة في المهنة التي أتقنتها جيداً رغم صغر سنها. وراحت تخيط الثياب للناس بينما هي محرومة من ارتداء الثياب الجديدة. تقول إنها من خلال المهنة استطاعت خياطة الثياب لكل إخوتها. وهي تخطط لكي تخيط ثياباً جديدة لنفسها في المرحلة القادمة.

قد لا تكون فعلاً أصغر خياطة فيء العالم. ولكن نجاحها في مهنتها لا يحول دون حسرتها على النجاح في مدرستها التي حرمت منها. تقول إنها تستطيع النجاح في المدرسة بشكل أفضل من الخياطة. لكن هكذا شاءت الحرب التي سرقت أحلامها. وجعلت الحال المعيشي في ضيق متزايد فحسب وصفها فهي كل يوم تعمل وتعمل وتعمل ولا تتمكن من تحصيل مايكفي عائلتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى