ملتقى هارموني .. العبور بشباب حمص من الحرب إلى السلام
منزل عمره أكثر من قرن يتحول لفسحة أمل وفن لشباب حمص
في حي “الحميدية” بمدينة “حمص” ينزوي ملتقى “هارموني” منفرداً ببابه الخشبي وحجارة جدرانه المتماسكة بدقة حاملة معها الكتب واللوحات الفنية.
سناك سوري- حلا منصور
3 قاعات رئيسية تتوزع في منزل “هارموني” الأولى للرسم وتحتضن اللوحات التي تنتظر آخر اللمسات لتكون جاهزة. وطاولات تحمل ألواناً وعدة الرسم. فيما تفصل خطوات قليلة القاعة عن باب قاعة النحت التي جعلها رواد الملتقى مسكناً للمنحوتات الطينية التي تحولت لحكايات ناطقة. بينما خصّصت ثالث القاعات للكتب التي غصّت بها الرفوف.
منح متطوعو ملتقى هارموني للمنزل عمراً ثانياً. فالمنزل الذي شُيدت أساساته منذ قرن وسبعة عشر عاماً. وكان شاهداً على عقد من رياح الحرب الدائرة في مدينة “حمص”، يطفئ رواده اليوم شمعته الرابعة منذ ولادته الجديدة وإعادة تأهيل كل شبر فيه.
أقرأ أيضاً:حديقة القراءة ملتقى القرّاء والكتّاب
يقول مدير الملتقى “كامل عوض” أن الفن والثقافة والموسيقا أشياء تجمع ولا تفرّق وهي الفكرة التي قام عليها مشروع “هارموني”.
وأضاف “عوض” في حديثه لـ سناك سوري أن «المشاريع الثقافية من الأسس المهمة لإعادة بناء هويّة المجتمع بعد الحرب». فيما يرفع المشروع عنوان بناء السلام عبر الفن شعاراً له. إيماناً منه بأن الإنسان هو القيمة الأعلى في الحياة.
في حين تؤكد المديرة التنفيذية للمشروع “مارينا كاسوحة” لـ سناك سوري أنه لا وجود لشروط صعبة من أجل الانتساب لفريق هارموني. وإنما معايير بسيطة كأن يكون الشخص مهتماً بالتغيير الذي يسعى له المشروع. ولديه خلفية ثقافية تساعده على تحقيق هذا التغيير. مشيرة إلى أن القبول ليس حكراً على أصحاب المواهب الفنية.
أقرأ أيضاً:الملتقى السوري للنصوص القصيرة جمالي وإبداعي على الحرب في سوريا
وأقام “هارموني” عدة معارض فنية لمتطوعيه. وحمل المعرض الأول اسم “عبور” حيث ضم 130 عملاً فنياً لشبان عبروا من خلالها عن أوجاعهم وأفكارهم وهواجسهم خلال الحرب. وساعدتهم على العبور إلى السلام من خلال اللوحات والنحت والتصوير الضوئي.
في حين كان معرض “ما وراء الألوان” عام 2021 مخصصاً للحديث عن قصص الشباب بطرق مختلفة مُفسحاً المجال لمشاركة أكبر وتعبير الشباب عن أنفسهم من خلال المسرح والتدوين والموسيقى.
وتعتبر “كاسوحة” أن الفن انتصار بوجه الواقع وأن هناك انتماء لـ”هارموني” لأنه أمل مزروع ويسقيه المتطوعون حباً لا يموت.
أما “هادي كسيبي” وهو متطوع فيصف المشروع بأنه بيئة حاضنة للتعايش وتقبّل الآخر ضمن المجتمع. فهو فريق مكوّن من مجموعة شباب حماصنة يجتمعون سويةً دون عبء أو تكلّف، وتلقى أفكارهم آذاناً صاغية وفق حديثه.
يمنح “هارموني” لشباب “حمص” فسحة أمل للتعبير عن أنفسهم من خلال الفن. ودعم مواهبهم في سبيل إنتاج أعمال فنية وإبداعية تعبّر عنهم.