ملاك الساير.. صنعت مصدر دخلها من إبرة وخيط
ملاك الساير شابة حفّزتها التعليقات الجارحة على تطوير عملها
استطاعت الشابة “ملاك الساير” 21 عاماً تأمين فرصة عمل لنفسها مستفيدة من دراستها للرسم والفنون التي منحتها الخبرة بالتطريز.
سناك سوري-عائشة الجاسم
بإبرة وخيط تطرز “ملاك” منتجاتها الفنية ضمن مشروعها الصغير الذي أطلقته معتمدةً على تشجيع عائلتها ودعمهم المادي لها.
ابنة دير الزور تقول لـ”سناك سوري”، إنّ تشجيع والدتها كان السبب الرئيسي في تطوير موهبتها. كما أنها عززت مهاراتها بالتعلّم الذاتي مستفيدة من الموارد الهامة التي يؤمنها الإنترنت في عملية التعلّم. ولم تحتَج لأكثر من عام واحد حتى باتت محترفة بالكروشيه والتطريز والأعمال اليدوية.
التحوّل إلى مشروع صغير
في بداية الأمر لم تكن “ملاك” تسوّق لعملها وكانت تكتفي ببيع منتجاتها للجيران والأقارب. والذين بدعمهم وتشجيعهم قررت أن تسوق لعملها عبر الفيسبوك من خلال صفحة خاصة. وهذا كان نقطة البداية الحقيقية للحصول على دخل مادي لا بأس به.
تقول “ملاك”، إن عملها في التطريز والكروشيه حقق لها دخلاً مادياً خاصاً بها وهو ما جعلها تشعر بأنها مُنتجة. وتعمل إما بتلقي الطلبات ثم إعدادها وتسليمها وفق جدول زمني تتفق عليه مع الزبائن. أو تنسج قطعاً مختلفة وتسوّق لها عبر صفحتها الخاصة بالفيسبوك، وهو ما ساعدها على اجتذاب المزيد من الزبائن.
ويسعى الشباب والشابات سواء في دير الزور أو باقي المحافظات السورية. للبحث عن فرص عمل من خلال المشاريع الصغيرة التي غالباً ما تكون مواهب يستثمرونها بشكل عملي لتحقق لهم مورداً مالياً.
الدعم المادي والمعنوي أساس نجاح المشروع
لم يكن الدعم الذي تلقته “ملاك” من والدتها ثانوياً على الإطلاق، وترى فيه الأساس في تطوير موهبتها وتحويلها إلى فرصة عمل. وهذا ما يشير إلى أهمية دعم الأهل لأبنائهم وتشجيعهم في كل مراحلهم العمرية.
تقول “ملاك”، إن الدعم الكبير الذي حظيت به من أسرتها سواء كان مادياً لشراء مستلزمات العمل. أو معنوياً عزز قدرتها على تطوير نفسها وحرفتها. ثم كان دور المجتمع الذي قدم لها التشجيع ما زاد من ثقتها بنفسها لتعمل في سنٍ صغيرة نسبياً ما كان يعتبر حرفة يتقنها الكبار بعد اكتساب الخبرة.
لكن الأمر لم يخلُ من بعض الانتقادات القاسية التي جعلت الشابة تعاني قليلاً. خصوصاً حين كانت تتلقى بعض التعليقات الجارحة على عملها، والتي تخطتها وعملت بنصيحة والدتها بتحويلها إلى دافع للانطلاق وليس مصدر يأس واستسلام.
كما أن التعليقات الجارحة ساعدت الشابة على امتلاك روح المنافسة حتى مع ذاتها، والعمل لإثبات نفسها وموهبتها.
العمل بخيطان ملونة وقماش
لا تواجه “ملاك” أي مشاكل أو صعوبات بتأمين مستلزمات العمل في تطريز الأقمشة والكروشيه، وتقول لـ”سناك سوري”، إنها متوفرة كلها. كما أنّ أسعارها مناسبة إلى حد ما. لذا فهي لم تتوقف عن العمل.
في عملها تحتاج “ملاك” إلى الخيطان الملونة والقماش ومقص خاص بالتطريز إضافة إلى أقلام الحبر أو الرصاص لرسم الموديل وتخطيطه. كذلك مسطرة للقياس وإبرة وخيوط خاصة بالتطريز.
وبالنسبة للصوف، فإنها تشتريه بحسب الطلبيات نظراً لأنواعه وألوانه العديدة. بينما تتوافر لديها أدوات الكروشيه مثل أسياخ نسج التريكو، وخيوط القنب.
أكثر ما يسعد “ملاك” أنها لم تخيّب ظن زبائنها ولا في أي مرة، وبخلاف ذلك تؤكد ازدياد أعداد الطلبات التي تعدها بكل حب وشغف.
وإلى جانب الكروشيه والتطريز اليدوي، فإن ملاك موهوبة بالرسم، ولا تتوقف عن تطوير موهبتها بهذا المجال، فترسم كلما توفر له وقت فراغ.
وتمتلئ البلاد بقصص مشابهة لشباب وشابات، حوّلن مواهبهنّ لفرص عمل بينما يبرز الأثر الإيجابي الكبير لدعم الأهل سواء مادياً أو معنوياً.