الرئيسيةيوميات مواطن

سوريون عالقون وسط الاشتباكات في السودان ينتظرون من ينقذهم

شهادات سوريين من الخرطوم يتحدثون لـ سناك سوري عن أوضاعهم هناك

ينتظر الدكتور طارق العبد أخصائي الأورام السرطانية، عملية الإجلاء من حي الطائف في العاصمة السودانية الخرطوم. حاله حال آلاف السوريين العالقين في خضم الاشتباكات المندلعة في البلد العربي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

سناك سوري- ميس الريم شحرور

غادر “العبد” من سوريا إلى السودان منذ نحو عام تقريباً للعمل في أحد المشافي هناك. ولم يكن حي الطائف بمعزل عن مسرح الاشتباكات الدائرة في السودان إذ يُسمع بوضوح صوت القصف فيه.

http://https://youtu.be/UeLfps0KxmQ

يقول”العبد” لسناك سوري أن الخارجية السورية طلبت من رعاياها الراغبين بالمغادرة إرسال أسمائهم لموظفي السفارة السورية في السودان للتحضير لإجلائهم.

ويشير للأسباب التي تجعل من مدينة بورتسودان مقصداً للرعايا والراغبين بالإجلاء «كونها بعيدة عن الاشتباكات بالإضافة لامتلاكها ميناء على البحر الأحمر ومطاراً دولياً، وبالتالي جميع عمليات الإجلاء تتم عبرها».

ويلفت أن الحدود السودانية مع مصر ما زالت مغلقة، ويردف الطبيب:«بعض السوريين غامروا وتوجهوا إلى الحدود المصرية ليتبين لهم فيما بعد أن الحدود المصرية شبه مغلقة أمامهم. ولا توجد تسهيلات لدخول الأجانب إلى القاهرة ومنها إلى دمشق».

يواجه السوريون المتواجدون في السودان ممن انتهت صلاحية جوازات سفرهم أو إقاماتهم عائقاً أمام مغادرتهم السودان.  وبالتالي يواجهون مصيراً مجهولاً مالم يتدخل أحد لإنقاذهم.

أقرأ أيضاً:مصير مجهول ينتظر السوريين في السودان .. استغاثات بلا إجابة

يقف براء سلورة (29) عاماً، حائراً بين البحث عن رزقه أو النجاة بحياته، فيختار البقاء عاطلاً عن العمل بهدف الحفاظ على حياته. غادر الشاب من مدينة حماة السورية إلى ولاية مدني وهي في العاصمة الخرطوم بحثاً عن فرصة عمل.

يقول لسناك سوري: «كنت أعمل في مطعم في العاصمة الخرطوم قبل أن تندلع شرارة الحرب. وأصبحت الآن عاطلاً عن العمل حالي كحال الجميع هنا».

يشير الشاب أن آمال معظم الشباب السوري وغير السوري من المقيمين في السودان تتمثل بالوصول إلى ولاية بورتسودان. على أمل فتح الحدود مع مصر تمهيداً لإجلائهم.

ويطالب الشاب السفارة السورية والدبلوماسيين السوريين في السودان ومصر بتقديم طلب للجمهورية المصرية لفتح الحدود أمامهم بلا شروط مسبقة.

أقرأ أيضاً:الحرب تلاحقهم معارك السودان تحاصر السوريين في الخرطوم

عاش الثلاثيني “محمد عدنان” وزوجته وطفليه حالة من الذعر والخوف خلال نزوحه من حي العمارات القريب من مطار الخرطوم. وهو مسرح للاشتباكات الدائرة في العاصمة السودانية. “محمد” وعائلته تمكنوا من الوصول إلى منطقة مايو التي شكلت ملاذاً آمناً لعائلته ورفاقه الذين لجؤوا إلى مزرعة فيها. لكن الأمان صار مصدراً للخوف المضاعف مع اقتراب الاشتباكات من المنطقة.

«يلاحقنا شبح الهجرة نحن السوريين وكأنها لعنة ترافقنا أينما ذهبنا. أسأل نفسي ما ذنب طفلتي لتفتح عينيها بعد أسبوع من ولادتها على الحرب والقتال وأن تكون في خانة النازحين وبلا هوية». يقول محمد لسناك سوري.

«ما ذنب طفلتي لتفتح عينها على الحرب وأن تكون نازحة وبلا هوية» محمد لسناك سوري

يطالب محمد بإجلائه سريعاً مع عائلته ورفاقه السوريين من المنطقة وضمان طريق آمان لهم إلى مصر. يقول محمد: «ولدت ابنتي قبل 25 يوماً ولا تملك جواز سفر وكل ما يثبت هويتها هي شهادة الميلاد من المستشفى التي خلقت فيها قبل أن تتحول السودان إلى ساحة حرب».

من جانبها قالت الخارجية السورية في بيان لها اليوم إنها تتابع باهتمام شديد أوضاع السوريين المقيمين في السودان. وتتمنى لهم وللشعب السوداني الشقيق الأمن والسلامة.

وقالت إنها أجرت اتصالات مع دول شقيقة وصديقة للمساعدة في عملية إجلاء السوريين الراغبين بمغادرة السودان.

ينتظر مئات السوريين المتواجدين حلاً سريعاً يجنبهم قدر الموت أو التشرد في بلاد تعاني كما بلادهم من الجوع والفقر والحرب.

يذكر أن حوالي 90 ألف سوري يعيشون في الخرطوم بحسب احصائية للأمم المتحدة عام 2021.

زر الذهاب إلى الأعلى