الرئيسيةحكي شارع

قرض الترميم يشغل بال من فقدوا منازلهم ولا يملكون رواتب تُغطي القسط الشهري

تساؤلات عن دور الحكومة وخططها فيما يخص بناء منازل للمتضررين

لا يتوقف “عزيز” كما يبدو من منشوره، عن التفكير بقرض الترميم الذي أطلقته الوطنية للتمويل الصغير، ويقول إن لجنة السلامة قررت إخلاء منزله المتصدع. الذي انهار جزء من سقفه، وليرممه فإنه مضطر للحصول على قرض الترميم البالغ 18 مليون ليرة، وقسطه الشهري 250 ألف ليرة لمدة 6 سنوات، بينما راتبه لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة.

سناك سوري-دمشق

يضيف “عزيز” بأنه يتوجب عليه ألا يأكل أو يشرب، ولا يتلقى أي علاج، ولا يمرض لمدة ست سنوات، كي لا يموت من انهيار السقف فوق رأسه. لكنه حتماً سيموت من الجوع والمرض، على حد تعبيره.

ومثل “عزيز” كُثر بدأوا يعبرون عن مخاوفهم مع إعلان قرض “ساند” الذي أطلقته الوطنية للتمويل الصغير أمس الجمعة، وقبله قرض الترميم من بنك بيمو. وكلاهما بلا أي عمولة أو فوائد، حيث لم يعلن بيمو عن قيمة القرض، إنما قال في بيان، إنه مخصص لمتضرري الزلزال ويمتد حتى 5 سنوات.

بينما قالت الوطنية للتمويل الصغير، إن قرضها ساند مخصص لمساعدة المتضررين من أصحاب المنشآت والمنازل المتصدعة. وهو مخصص لمحافظات حلب واللاذقية وحماة. وفي التعليقات أكدت أنه يمكن منحه لمن يرغب في مناطق أخرى ويعاني من تصدع في المنزل. على أن يبدأ تقديم الطلبات اعتباراً من يوم غد الأحد.

وفي ردودها على التعليقات، قالت الوطنية للتمويل إن مصرفها يقدم  قروضاً لتنمية المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر و ليس له علاقة بالجهات الحكومية. بمسألة تعويض متضرري الزلزال.

اقرأ أيضاً: بانياس: غياب نحو 850 طالب/ة في مدرستين خوفاً من آثار الزلزال
القروض ليست منطقية

وحظي قرض الوطنية للتمويل الصغير، بجدل كبير، ومخاوف من عدم تدخل الحكومة لمساعدة منكوبي الزلزال، واقتصار الأمر على منح قروض ترميم. وهو أمر يعجز عنه غالبية السوريين في ظل الظروف المعيشية الحالية، فالمواطن الذي قدم على قرض القرطاسية أول العام. من أين له أن يقدم على قرض الترميم، بعبارة أخرى من لا يستطيع شراء دفاتر أولاده دون قرض، كيف سيستطيع الحصول على قرض لترميم منزله؟.

رئيس تحرير صحيفة الوطن المحلية، “وضاح عبد ربه”، اعتبر أن اقتراح قروض الترميم ليست “معقولة”، وأضاف أنها بادرة لطيفة لكن الناس لا تملك تسديد القسط. واقترح أن يقوم كل بنك في “سوريا” خصوصاً القطاع الخاص بالتكفل بترميم مجموعة منازل على حسابه من الأرباح.

أما “فراس” فرأى أن قرض الترميم بشروطه التعجيزية ليس قرضاً. وأضاف أنه «ليس اكثر من رسالة لتعرف انه لا يوجد فكرة ولا قدرة لدى الحكومة لمساعدة من تهدم منزله».

ماذا عن المخالفات؟

ولم تعلن الوطنية للتمويل عن شروط القرض أو الأوراق المطلوبة، لكن وفقاً لمصادر خاصة داخلها، فإن التفاصيل ستصل يوم غد الأحد. وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أنه من المؤكد أن من ضمن الأوراق المطلوبة، بيان ضرر من البلدية للعقار. أي القرض لا يشمل المخالفات، إضافة إلى إثبات دخل، وضمانة سواء كفلاء أو عقار، إضافة لبعض الملعومات الشخصية.

وفيما يخص قرض “بيمو” للترميم الذي أعلن عنه قبل أيام، فقد علق “جورج” على منشور الإعلان، أن الشروط تعجيزية. وتضم أن يكون المنزل طابو وبمنطقة نظامية، ويجب أن يكون المستفيد مسجلاً بالتأمينات الاجتماعية.

عموماً فإن قلة من السوريين يستطيعون الحصول على تلك القروض ودفع أقساطها، وبالتالي فإنه للاستفادة منها يجب أن ترفع الحكومة الرواتب لخمسة أضعاف على الأقل. وهو الرقم الذي كان مطلوباً منها قبل الزلزال ليؤمن الموظفون قوت يومهم فقط. وبالتالي فإنه من الواضح أن الوضع مزري لدرجة كبيرة، في حال عدم وجود خطة منطقية تحظى بتمويل كبير، لإعادة إعمار ما تهدم.

على المقلب الآخر، فإن سؤال المتعهدين والتأكد من أن البناء مطابق للمواصفات. ربما يساهم بتخفيف الضغط قليلاً، وإلزام كل متعهد لم يبالِ بقواعد السلامة الإنشائية. بإعادة إعمار المنازل التي كان مسؤولاً عنها قبل الزلزال.

اقرأ أيضاً: سوريا: بدء التفكير بكيفية منح منازل للمتضررين من الزلزال

زر الذهاب إلى الأعلى