أخر الأخبارشخصيات سوريةفن

عام 2023.. حين غدر الموت بـ حيدر حيدر وخطف خالد خليفة من وسط أحبابه

شوقي بغدادي، ناظم مهنا، رفعت عطفة … راحلون عن الدنيا باقون في الوسط الثقافي السوري

كان عام 2023 قاسياً على الأوساط الثقافية التي خسرت العديد من المفكرين السوريين وأركانها أمثال الروائي “حيدر حيدر”. والسيناريست “خالد خليفة” والشاعر “شوقي بغدادي” وغيرهم.

سناك سوري _ دمشق

بدأت رحلة الفقد والغياب مع مطلع العام حيث فقدَ عالم الترجمة خلال شهر “كانون الثاني” واحداً من أبرز المترجمين السوريين “رفعت عطفة” وهو مؤسس ومدير المركز الثقافي السوري في إسبانيا لمدة 4 سنوات. الذي حمل على عاتقه ترجمة الكثير من الكتب تقدر بنحو 60 كتاباً عن اللغة الإسبانية والعكس. مثل ”ثلاثية الكوميديا البربرية”، ورواية “البيت الأخضر”، وغيرهم.

كما حلّ الموت ضيفاً ثقيلاً على أرواح محبي الشاعر “شوقي بغدادي” نهاية الشهر ذاته. وهو من المساهمين في تأسيس رابطة الكتّاب السوريين واتحاد الكتّاب العرب.

وضم رصيده الأدبي الكثير من الأعمال الأدبية منها. “أكثر من قلب”، “صوت بحجم الفم”. كما ألّف عدة منشورات شعرية للأطفال منها، “القمر فوق السطوح”، “عصفور الجنة”، و”حكايات وأناشيد للأطفال”. وعدد من الروايات مثل “المسافرة”.

وبينما كان الشعب السوري يلملم آثار نكبة زلزال شباط خلال شهر “شباط”، غيّب الموت الكاتب والصحفي “ناظم مهنا”. صاحب التجربة القصصية الطويلة، الذي أغناها بالقصائد والمؤلفات الأدبية.

ومنها عدد من المجموعات القصصية كـ“الأرض القديمة”، “منازل صفراء ضاحكة “. إضافة لسلسلته “إعلام مبدعون” التي تحدث بها ضمن كتيّبَين عن “ممدوح عدوان” و”محمد الماغوط”.

وفي شهر أيار، أغمض صاحب “وليمة لأعشاب البحر” عيناه للمرة الأخيرة. رحل “حيدر حيدر” الذي أغنى الأدب السوري برواياته، وترك بصمة لن تزول.

حيث خرج “حيدر” من قريته في ريف “طرطوس”، لتبدأ مساعيه في تحويل أفكاره لكلمات لم يكن للقارئ نسيانها. من “طرطوس” إلى “حلب” ومن ثم “دمشق” و”بيروت”. ليصل بطموحه إلى “الجزائر”، “قبرص” و”باريس”. ومن مؤلفاته نذكر “الفهد”، “فصل الختام”.

ومع حلول شهر “تموز” ودّعت مدينة “حلب” الكاتب والباحث “عبد الفتاح قلعه جي”، بعد مسيرة طويلة أمضاها بكتابة النصوص المسرحية ومختلف الأنواع الأدبية. والبحث  عن هوية المسرح الثقافية، وحملت جعبته عدد ليس بقليل من النصوص المسرحية. بينها “اختفاء وسقوط شهريار”، ” تشظيات ديك الجن الحمصي”، “ليلة الحجاج الأخيرة” وغيرها.

الربع الأخير من العام.. الموت حاضر بالوسط الأدبي

لم يكن خبر وفاة الروائي والسيناريست “خالد خليفة” أخفّ وطأة على عالم الأدب، “خليفة”، رحل نتيجة تعرضه لأزمة قلبية أودت بحياته التي ضجّت بأعماله الروائية. فهو حارس الخديعة الذي اختبر الموت كعمل شاق.

وتسبب بحزن عميق أصاب به قلوب محبيه، إلا أن ما تركه خلفه من مسلسلات وروايات أبقوه حياً في أذهانهم، ومن أعماله نذكر “سيرة آل الجلالي”، ورواية “دفاتر القرباط”. مودعاً أحبابه في شهر “تشرين الأول”.

كما فارق المؤرخ السوري “عبد الله حنا” الحياة في شهر “تشرين الثاني”، خلال العام ذاته بعيداً عن بلاده، التي دافع عن فلاحيها والكادحين فيها خلال كتاباته.  مسانداً إياهم ومستعرضاً قضاياهم وحقوقهم.وظهر ذلك جلياً في كل ما قدمه من إصدارات تناولت سوريا ولبنان معاً. مثل “الاتجاهات الفكرية في سورية ولبنان”، “الحركة العمالية”، “الحركة المناهضة للفاشية”. و”القضية الزراعية والحركات الفلاحية” في البلدين أيضاً.

يشار إلى أن حالة من الحزن عمّت البلاد والعالم العربي، بعد رحيل أولئك المفكرين السوريين. ممن شاع صيت كتاباتهم وأفكارهم، إلى محبيهم باختلاف أماكن تواجدهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى