زهير عبد الهادي صانع مرايا الدراويش في ريف دمشق
ورث زهير عبد الهادي حرفة صناعة المرايا من والده وأورثها لأولاده
ورث “زهير عبد الهادي” 50 عام، من مدينة عربين في ريف دمشق، حرفة صناعة المرايا والبراويز من والده، فأحبها وأبدع فيها. وعلّمها لأولاده لتستمر الحرفة.
سناك سوري_ناديا سوقية
طوّر “عبد الهادي” المهنة التي يعمل بها منذ 30 عاماً. لتتخطى صناعة البلور والبراويز والواجهات والمرايا العادية، إلى تصميم وتنفيذ الصيدليات المنزلية. ومرايا المغاسل، والمرايا المضيئة بأشكال وزخارف مختلفة، لتحكي كل مرآة قصة عملها وبعث روح الفن بين نقوشها ولمسات الخبرة والأصالة بكل انعكاس وُظّفت لأجله.
مولد المرآة في ورشته
تغيب المرحلة الأولى من ولادة المرآة عن ورشة عبد الهادي، كونها تُصب في ورشة جاره الذي يَخلِق من الزجاج الصافي مرآة بإضافة معادن معينة عليه. ليشرع الحرفي “زهير” بالقص والضرب بالرمل عليها في ورشته بعربين، فيرسم زخارف نباتية وهندسية أو رسماً يدوياً حراً.
يستعين صانع المرايا بقوالب خشبية مفرغة باستخدام الليزر تسمى “كليشة”، ويصّفُ هذه القوالب على جانبي جدران المكان أمام المرايا والبراويز.
في ورشته يصعب التمييز بين القوالب والمرايا الجاهزة لأن الزخارف هي المسيطرة على القطع. حتى السقف امتلأ بالثريات أو الأضواء “الكلوبات” المصممة بأشكال مختلفة.
وعلى الطاولة الكبيرة التي تتوسط المكان يضع مرايا قيد التركيب والتنفيذ منها ما ينتظر رفوفاً لداخلها حتى تستخدم فوق المغاسل. وأخرى كان يعمل على تركيب الإنارة لها لتشع بين الرسومات، وهذه المرايا لتزين غرف الاستقبال أو الضيوف.
الضارة النافعة
نالت حرفة صناعة المرايا نصيبها من الصعوبات التي لحقت بالحِرف والصناعات في سوريا، من قلة المواد وتأثرها بقوانين الاستيراد والتصدير والعقوبات أيضاً.
ولكن هذه الصعوبات فتحت باب الرزق والتداول للصناعة الوطنية واعتماد بدائل عن البضاعة المستوردة من ورشات محلية الصنع.
يقول الحرفي لـ”سناك سوري”: «كنا نستورد أغلب القطع من الصين ولكن أصبح من الصعب الاستيراد. مما دفع بنا للبحث عن بدائل من معامل محلية، ورغم دعمنا كحرفيين للصناعة الوطنية إلا أن بعض القطع لم نجد لها بديلا».
يرى زهير بكل قطعة يصنعها فناً فريداً، ولكن لا يغيب عن ذهنه بأنها من الكماليات خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية اليوم. التي أدت لاقتصار الإقبال لشراء المرايا على المقتدرين وبعض المضطرين العائدين إلى منازلهم بعد الترميم.
المرآة الدرويشية
فأسعار المرايا في ورشة زهير تختلف من قطعة لأخرى لتراعي الرسم عليها والجهد والوقت وتفاصيل القطعة. إلا أن لذوي الدخل المحدود مرآة خاصة بحسب زهير فقال: «نعم المرايا على الرغم من جماليتها هي كماليات لا تقصدها الناس المتعبة. ولكن للدراويش يوجد مرآة خاصة بقدرتهم الشرائية أسميتها المرآة الدرويشية بسعر يبدأ من 30 ألف ليرة».
أغلب البيع للعاصمة
يقول الحرفي “عبد الهادي” أن تسويق بضاعته غالباً خارج المدينة عن طريق صالة عرض الورشة في دمشق.
كون عربين مقصداً لشراء الأثاث ومشهورة بالحِرف كما سقبا وزملكا من ريف دمشق ولها اسمها بالسوق.
ويتمنى زهير أن تلقى الحرف اهتماماً أكثر بتأمين احتياجات الحرفيين لتيسير أعمالهم ومساعدتهم بتسويق بضائعهم، وأن تلقى الصناعة الوطنية ازدهاراً خصوصاً أنها بتوقيف الاستيراد والتصدير أثبتت قدرتها على الاكتفاء بأيادي حرفييها.