الرئيسيةرأي وتحليل

رئيسة حزب سياسي: أنتِ “عانس” ولا يحق لك انتقاد متزوجة!

المطلوب من النساء المشاركات بالحياة السياسية تثقيف المجتمع لا تكريس التنميط

(رئيسة الحزب: عانس لا يحق لك انتقاد متزوجة)، هذه العبارة ليست جزء من حوار درامي في مسلسل يكرس الصور النمطية للنساء. وربط مكانتهن بالمجتمع والأسرة بالفوز بزواج يحقق تلك المكانة أياً كان ذلك الزواج. وإنما جاءت بسياق رد رئيسة أحد الأحزاب على ناشطة انتقدتها ولمحت إلى تورطها بقضية فساد عبر حسابها على الفيس بوك.

سناك سوري-لينا ديوب

ألم تجد تلك القائدة السياسية في قاموسها اللغوي حجة أو مرافعة ترد بها غير اتهام منتقدتها (بالعنوسة)؟. هل تريد القول إن نجاحها في الوصول إلى المشاركة في السياسة لا يساوي شيئاً إن لم تكن متزوجة؟. لأنها لم تتحدث عن منافسة في العمل العام، ولا نجاح هنا أو فشل هناك ولا مصداقية بالمعلومات، وإنما اعتبرت ميزتها الوحيدة الزواج. مقابل عدم زواج منتقدتها.

لا يبدو مقبولا من أية ناشطة اجتماعية أو سياسية، ولا أية قائدة حزبية أو قائدة رأي أن يحمل كلامها وخاصة في معرض دفاعها عن نفسها. في مواجهة أي انتقاد أو تهمة، عبارات تعكس الموقف التمييزي من النساء، والعنف الرمزي، أو الصور النمطية. بل هي مطالبة أن تدقق في كل عبارة تنشرها حتى في حياتها الشخصية لأنها شخصية ملهمة لغيرها من النساء والرجال في محيطها القريب ومجتمعها المحلي وجمهورها في الحزب.

إن الاستبعاد الطويل للنساء من المشاركة بالحياة العامة، يفرض عليهن بحال النجاح بالوصول إلى المشاركة. والعمل الجاد والحثيث لضمان استمرارية تلك المشاركة وذلك بتكريس أفكار وقيم حقوق النساء بإلغاء الصور والأدوار النمطية. والوصول إلى فرص التعليم والتمكين، والمشاركة كمواطنات كاملات الأهلية كما الرجال. ويتحقق ذلك عبر آليات مختلفة منها مطالبة النساء الواصلات أنفسهن بوضع سياسات وميزانيات وبرامج محددة تدعم النساء. منها نشر الوعي عبر وسائل الإعلام وعبر المناهج الدراسية لتنقية اللغة من العبارات المسيئة للنساء أو التي تكرس الأفكار القديمة المرفوضة والتي تمنع تقدمهن. وعبر برامج الحزب نفسه.

مقالات ذات صلة

على رئيسة الحزب التي استخدمت عبارة عانس لمواجهة منتقدتها، مراجعة لغتها وأفكارها والتراجع عن هذه العبارة. وإلا فهي تتخلى عن مسؤوليتها تجاه غيرها من النساء، مكتفية بمشاركة صورية عديمة الفعالية.

اقرأ أيضاً: الجبهة الوطنية تقدمية لكن بلا مشاركة للنساء- لينا ديوب

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى