الرئيسيةشباب ومجتمع

ثلاث كنزات مع ثلاث بنطلونات.. العلاقة الحميمة محكومة بتوفر التدفئة؟

ما هو تأثير البرد على العلاقات الزوجية بظل انعدام وسائل التدفئة؟

تغيرت أحاديث السوريين والسوريات عن البرد، وندرة وسائل التدفئة من الشكوى من عدم الحصول على الشعور بالدفء، أو التمتع بحمامٍ ساخن. إلى الحديث عن حرمانهم من عيش علاقاتهم الزوجية مع زوجاتهم وأزواجهن.

سناك سوري-لينا ديوب

يضطر “أنس” ابن الثلاثين عاماً، لترك سريره في غرفة نومه منتصف الليل، والنوم في غرفة الصالون هرباً من رغبته بعلاقة مع زوجته. التي لم يمضِ على زواجه منها ستة أشهر خوفاً عليها من البرد ولم يمر على حملها شهرين، كما يقول لـ”سناك سوري”.

حديث الأهل والأصدقاء عن قلة حيلتهم بتأمين مازوت التدفئة الذي وصل سعر الليتر منه في السوق السوداء إلى 14500 ليرة سورية. بينما سعره المدعوم 700 ليرة، و3000 ليرة لغير المدعوم، أو كمية حطب رطب اشتعاله لا ينشر الدفء، بسعر 130 ألف لعدد من الكيلووات لا تكفي بضعة أيام.

رومانسية المازوت

البرد وقلة الحيلة يصل إلى العلاقة بين الزوج والزوجة، تقول “إحسان” 45 عاماً وتضيف لـ سناك سوري، إن الجلسة العائلية في الشتاء ينعشها الدفء. والقرب بين الأزواج يحتاج مدفأة مازوت نارها زرقاء وحمراء، «تنشر دفئها على أجسامنا وقلوبنا، أما أن نرتدي نصف ملابسنا ونلتحف ببطانية فوقها، فإننا محرومون من هذه العلاقة».

«لن أفرط بأي كنزة أو بنطال من المجموعة التي أغلّف نفسي بها، حتى لو طلقني زوجي»، تجيب “تماضر” ساخرةً على مدى تأثر حياتنا داخل الأسرة بتردي ظروفنا المعيشية، وندرة وسائل التدفئة.

يقال (بالمزاح تشتفي الأرواح)، إلا أرواحنا نحن السوريون والسوريات، وإن تناولنا معاناتنا مع الفقر والبرد بالسخرية والمزاح، إلا أننا لم نشفّ ويزداد شقاؤنا. تتكرر معاناتنا كل شتاء مع ندرة وسائل التدفئة، نكرر محاولاتنا بإيجاد الحلول دون جدوى، الكثير من الأسر حولت مدفأة المازوت إلى مدفأة حطب. لكن الحطب نفسه يكون رطباً في المدن وتخسر العائلة ثمنه دون فائدة، أسر كثيرة تلجأ إلى حرق الملابس القديمة والورق والأحذية لكن جميع هذه الحلول لا تقي برد المنخفضات المتتالية.

لم نعد نستطيع ترديد قول الشاعر: سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر فاعصفي يا رياح وانهمر يا مطر، بل نقول البرد نخر عظامنا والعتم أتعب قلوبنا وأرواحنا.

اقرأ أيضاً: السوريون والجنس.. كيف أثرت الضغوط المعيشية على ليلة الخميس؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى