الرئيسيةفن

تغطية جنازات الفنانين… انتهاك خصوصية أين اتحاد الصحفيين؟

تغطية جنازات الفنانين في سوريا أين المعايير المهنية؟

احتلت جنازة الفنان “محمد قنوع” مساحة كبيرة من أخبار وسائل التواصل الاجتماعي باختلاف مضامينها، خلال الأيام الفائتة. وما تضمنته من نشر صور ومقاطع فيديو.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

وتخللَ التغطية الصحفية لجنازة الفنان الراحل، مئات الفيديوهات التي تم تصويرها. لقاءات مع زملائه وذويه للحديث عن مشاعرهم وعرض صور عائلته. وبث مباشر عن كل التفاصيل بدءاً من مراسم التشييع بالمشفى وصولاً للحظة الدفن. والانتقال بعدها لدار العزاء لرصد الحضور واقتناص اللقاءات.

لم تكن جنازة “قنوع” مثالاً وحيداً، فقد سبقها عشرات الجنازات التي تم تغطيتها بذات الكثافة. وبأسلوب يثير التساؤل حول مدى الجدوى من معرفة الحضور فيها، ورؤية ذوي الراحل يبكون، وهل فعلاً ما نراه هو تغطية صحفية؟.

اقرأ أيضاً:حق الحصول على المعلومات .. كيف حماه القانون السوري وهل ناله الصحفيون؟

تتحدث الصحفية “لجين سليمان” لسناك سوري، عن المعايير الواجب الالتزام بها خلال تلك تغطية أخبار الوفيات. وبيّنت أنه يمكن لوسائل الإعلام التواجد وتغطية التعازي، شريطة ألا تمس حرمة الموت ودون انتهاك لخصوصية عائلة الراحل.

وأوضحت “لجين” أنه يمكن أخذ لقطات معينة، والاستعانة بعبارة محددة، لا سيما بحال كانت الوفاة تتعلق بإحدى الشخصيات المؤثرة. ذات الشعبية كما حصل بجنازة “قنوع”.

اقرأ أيضاً:عناوين الصحافة الطائفية بيّاعة – بلال سليطين

وفي هذا الخصوص يرى الصحفي “وهاج عزام”، أن على الصحفي الراغب بتغطية مثل تلك الأحداث، أن يحافظ على خصوصية الآخرين. وعدم التركيز على وقائع جانبية ضمن موقع العزاء.

وألا يتم استبدال تقديم التفاصيل الضرورية والمشاهدات المدروسة وفكرة عن حياة الراحل. بلقطات محصورة ببكاء ذويه ومعارفه، أو تصوير أطفاله بحالة سيئة.

اقرأ ايضاً:2022 تكمل مسيرة الانتهاكات بحق الصحفيين في سوريا
انتهاك خصوصية العائلة

وبينت “لجين” أن ما يحصل الآن يمثل انتهاكاً كبيراً لتلك الخصوصية، بطريقة تسيء للصحفي بحد ذاته. سواء بحالات البث المباشر أو رصد الحضور .

«من واجب الصحفي أن يملك هذا الوعي، ولكن للأسف لم يعد يهتم البعض منهم تصوير القضية الصحفية. بقدر اهتمامه أن يصبح هو التريند. وذلك بحد ذاته انتهاك لأخلاقيات الصحافة». وفق ما ذكرت “لجين”.موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً:نعم يمكن للصحافة أن تحدث فرقاً في حياة البعض

وتابعت حديثها موضحةً أن زمن السوشال ميديا بات مساعي لبعض الصحفيين/ات أن يكونوا هم الحدث. بدل أن يكونوا ناقليه.

وأكدت “لجين” أهمية أن يتم وضع ضوابط وخطوط عريضة، بين مهنة الصحافة وبين مستخدمي وسائل التواصل. الراغبين بتكوين قاعدة جماهيرية لوسائلهم. فالصحافة مهنة لها مكانتها وأخلاقايتها.

اقرأ أيضاً:عيد الصحافة السورية… ممنوعة من الموت والحياة- بلال سليطين
الفنانون شركاء في هذا الواقع

بينما قال الزميل “عزام” لسناك سوري: «بات الهاجس الأول لأصحاب المنصات وبعض وسائل الإعلام هو تحقيق مشاهدات عالية. وهذا يطغى على اهتمامهم بالتقيد بالمعايير المهنية والأخلاقية».

اقرأ أيضاً:الصحافة السورية… نحو الفن والرياضة دُرْ – بلال سليطين

وأعرب عن استغرابه من عدم إبداء الفنانين لانزعاجهم من طريقة تعاطي المنصات، وبعض الوسائل بخصوص تغطية التعازي.
ولا سيما بدخولهم إلى تفاصيل تتعلق بطريقة تفاعلهم مع الحدث وصولاً لأزيائهم.

وأكدت “لجين” بدورها أنه وبمثل هذه الحالات، وحسب وجهة نظرها فإن الفنان شريك في الخطأ مع الوسيلة والصحفي. بقبوله الوقوف والتصريح عن مشاعره خاصة بأحداث الوفاة حيث يجب أن يكون الإنسان عاجزاً عن التعبير بالحالة الطبيعية.

أين دور اتحاد الصحفيين؟

في حالات كهذه يكون من الضروري تدخل اتحاد الصحفيين وعقد لقاءات مع الزملاء لوضع معايير أخلاقية مشتركة. وتحديد ضوابط تغطية الجنازات من أجل احترام أكبر للخصوصية.

في مصر على سبيل المثال وبعد ما حدث من انتهاكات في تغطية جنازة الراحل “مصطفى درويش”. قام “خالد البنشي” نقيب الصحفيين في مصر بتوجيه دعوة لرؤساء التحرير والمصورين لاجتماع ووضع ضوابط لتغطية الجنازات. بحيث يتم ضمان خصوصية المواطن وتكون التغطية للضرورة فقط.

وأوصى “البنشي” بوقف تغطيات الجنازات أو قصرِها على تغطيات محددة لحين وضع ضوابط لها.

نصائح لتغطية الجنازات من دليل الصحفيين.

لا تقم بتصوير جنازة إذا كانت هذه مهمتك الأولى أو حتى الثانية في عالم الاحتراف لأن هذا الحدث يحتاج الكثير من الخبرة.
لا يجب أن تكون متواجداً في نقاط محورية أو تكون مصدر إلهاء عن الحدث.

حافظ على المسافة الخاصة بك وابقَ غير مرئي. لا تقف أمام النعش في أي وقت أثناء الخدمة، مما يحجب رؤية الأشخاص الذين يحضرون الجِنازة. وبالمثل لا تقف أبدًا خلف الشخص المسؤول في الجنازة.

إذا لاحظت الضيق على أحد المتواجدين أو رفضه لتضمينه في أي صورة تقبل ذلك على الفور وأوقف تصويره.

حاول التقاط لحظات القوة بدلاً من التركيز فقط على الحزن، فهذه اللحظات يمكن أن تكون لا تقدر بثمن. لذا ابقَ متيقظًا لها.

قد تكون اللقطات البعيدة أو الطويلة التي تتسم بالزوايا الواسعة وتلتقط مجموعات مقبولة.

التقط أجزاء من الجنازة. لا تركز كليًا أو حتى جزئيًا على صور المعزين أنفسهم، ضع في اعتبارك أيضًا عدم إظهار الوجوه – استخدم التلاشي وضبابية الحركة والأساليب المماثلة لإبقاء الوجوه مجهولة إذا لم يكن لديك إذن.

كن سريعًا عند التقاط الصور. ليس هذا هو الوقت المناسب لأولئك الذين يشغلون مناصب طويلة الأمد للحصول على اللقطة المثالية!.

احرص على تقليل الضوضاء إلى الحد الأدنى. قم بإيقاف تشغيل أي أصوات تصدرها الكاميرا حيثما أمكن ذلك.

اقرأ أيضاً:الحرية للدراما والقيود للصحافة…قواعد سوريا المزاجية؟!

 

زر الذهاب إلى الأعلى