الرئيسيةرأي وتحليل

بثينة شعبان: هل أزمة الغرب لأن حكامهم لا يحسنون تقدير ما يجري؟

شعبان: ما هو الانتصار الذي يعول عليه الغربيون أو ينتظرونه؟

قالت المستشارة الرئاسية “بثينة شعبان”، إن المسؤولين الغربيين يكثرون من استخدام مَثل إنكليزي شائع هو “الأفعال تتحدث بصوت أقوى من الأقوال”. واعتبرت أنه من الحكمة تطبيق المثل على منشئيه ورعاته خصوصاً المسؤولين الغربيين. الذين يجب أن يكون الحكم على أفعالهم لا أقوالهم الإعلامية البعيدة عن الواقع.

سناك سوري-متابعات

وطرحت “شعبان” في مادة عبر الوطن أون لاين بعنوان “الحرب قيادة.. والحكم قيادة”، مثالاً عن حديثها. الحرب الأوكرانية التي انخرط فيها الغرب حتى الثمالة، والتي تجد فيها أن مقولة الإعلام الحر لا أساس لها من الصحة، وأي إعلامي يتجرأ على الإشارة لجزء من حقيقة مايجري على الأرض الأوكرانية ينال أقصى العقوبات.

وأضافت أنه «من غير المسموح أبداً أن يتمّ حتى التفكير بمسببات هذه الحرب والمسؤولية المحتملة لجميع الأطراف أو بعضها، في نشوبها. فالسردية الوحيدة المقبولة، بل والمسموح بها أن تظهر في الإعلام الغربي، هي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المسؤول».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: أمريكا تهتم بالمظهر والصين تحرص على المغزى

“شعبان” تحدثت عن الحرب السورية، وكيف أن الإعلام الغربي أعطى صورة عنها مختلفة تماما عما يجري. وصوّرها وكأنها حرب أهلية، في الوقت الذي كان تضامن الشعب السوري «السبب الأساس في صمود سوريا ودحرها لأعتى حرب إرهابية شنها الغرب على أي بلد في الماضي أو الحاضر». واعتبرت أن الحرب الأوكرانية والعقوبات على روسيا تهدف لإضعاف الرئيس فلاديمير بوتين، إلا أنها «ارتدت على فارضي هذه العقوبات تضخماً وغلاء وإفقاراً. في حين قفز الروبل ليصبح من أهم العملات العالمية وتطورت العلاقات بين روسيا والصين وإيران بما يعد بمستقبل سياسي واقتصادي مختلف للعالم برمته».

وتساءلت “بثينة شعبان” عن مكان الحرية التي عبرت عنها المؤسسات الغربية في انتقاد السياسات التي تلحق الضرر بشعوبهم. وأضافت: «أين هي الأهداف التي تحدث عنها قادة هذه الدول لتبرير ما لحق بشعوبهم من تضخم وغلاء أسعار وفقر وفقدان للوظائف. وتراجع عام في مستوى الحياة؟ وما هو المأمول بالنسبة لهذه الشعوب وما هو الانتصار الذي يتمّ التعويل عليه أو انتظاره؟».

اقرأ أيضاً: شعبان: الإعلام أساسي في الحرب.. وسوريا تدين حصار كوبا

واعتبرت أن مصانع الأسلحة الأميركية هي المستفيد الوحيد من استمرار الحرب. وتحدثت عن المبالغ المالية الضخمة التي تقدمها أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لأوكرانيا «على حساب قوت شعوبها وقدرة هذه الشعوب على العيش الكريم المحترم».

“شعبان” أردفت متسائلة: «إذا كانت هذه البلدان قد درجت على اتهام الدول الأخرى التي لا تتبع مسارها بالديكتاتورية. وعدم الإنصات لأصوات شعوبها فماذا يمكن أن يقولوا اليوم وهم يلحقون بالغ الأذى بشعوبهم في حرب عبثية. لا طائل منها ولن يكتب لهم الانتصار فيها ولا للشعب الأوكراني؟ لأن الانتصار في الحروب هو دائماً للموت والتهجير والنزوح والفقر».

واعتبرت المستشارة الرئاسية السورية، أن «حكام الدول الغربية لا يأبهون أيضاً بمعاناة شعوبهم. وليسوا مستعدين أن يعيدوا النظر بحماقات ارتكبوها بحق شعوبهم وشعوب استهدفوها وأخرى تذرعوا بمحاولة حمايتها».

وفي ختام مقالها تساءلت “بثينة شعبان”، عن السبب وراء رغبة الغرب باستمرار الحرب الأوكرانية، «هل يمكن أن يكون الإرهاب الإعلامي بعدم السماح لأحد بالتساؤل عن جدوى الموقف الغربي من هذه الحرب أن يكون سببه الإدراك العميق بأن لا جدل ولا سردية ولا منطق يمكن أن يبرّر ما يتم ارتكابه بحق هذه الشعوب ولذلك فالأفضل نشر الرهاب والخوف حتى من التساؤل؟».

وأضافت: «أم إن الأزمة في الغرب أعمق بكثير ألا وهي أزمة حكام ليسوا قادة ولا يحسنون تقدير ما يجري ولا ما يجب أن يكون ولا يعلمون أنهم لا يحسنون ذلك فيستمروا في طغيانهم يعمهون».

اقرأ أيضاً: المستشارة بثينة شعبان تدعو لتدريس خطاب بوتين

زر الذهاب إلى الأعلى