إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

مزارعون يتهمون مؤسسة التبغ باستثمار أموالهم في البنوك

مضى 3 أشهر ولم يستلم مزراعو التبغ ثمن محصولهم … أين ذهبت أموالهم

سناك سوري-نورس علي

سلم مزارعو التبغ في قرى القدموس وجرد العنازة محصولهم لمؤسسة التبغ (الريجة) منذ ثلاثة أشهر، ولم يستلموا حتى اللحظة ثمن محصولهم، ما أدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية، فهم بالغالب يعتمدون على هذا المحصول لاستمراريتهم.

يحدث هذا بينما وجه رئيس مجلس الوزراء في زيارته الأخيرة إلى طرطوس الجهات المعنية في المدينة إلى حسن التعامل مع مزارعي التبغ ورفع سعر الكيلوغرام منه إلى مستويات تحقق العدالة لهم، خاصة وأنهم يعتمدون على هذا المنتج في معيشتهم اليومية، إلا أن المراقبين في الريجة استلموا المحاصيل منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر في أغلب قرى القدموس ولم يسددوا ثمنه حتى اللحظة إلا ما ندر. وفق ما قال “غسان سليمان” أحد المزارعين لـ “سناك سوري”، وأضاف: «مزارعو التبغ في قرى خربة عامودي والمنصوره عامودي ونعنو والمشيرفه في منطقة القدموس لم يحصلوا على ثمن محصولهم بعد ما أدى لتراكم الديون عليهم من جهة وحال دون قدرتهم على تأمين مستلزمات الموسم الزراعي من أسمدة وحراثة الأرض للموسم القادم، وهم ينتظرون قبض ثمن التبغ لهذه الغاية، كما ينتظرونه ليشتروا لأولادهم ثياب الشتاء الذي كاد أن ينتهي».

اقرأ أيضاً: طرطوس تناقش مشكلة عمرها خمسين عاماً… ومجلس المحافظة يتهم وزير التجارة

وبالمقارنة بين توجيهات رئيس الحكومة والعمل على الأرض، نكتشف الفجوة الجديدة القديمة في التعامل مع المواطن، فبينما وقف مسؤولي المحافظة أمام رئيس الحكومة يستمعون إلى توجيهاته ويصفقون لها، ذهبت تلك التوجيهات أدراج الرياح بمجرد مغادرته المدينة، وما قصة مزارعي التبغ هذه إلا شاهد حي على كلامنا هذا.

ونوه المزارع “سليمان” الذي سلم حوالي 580 كيلوغرام بثمن 800 ألف ليرة وتكلفة 300 ألف إلى أن السبب قد يكون فساداً إدارياً لتحقيق فائدة مادية للقائمين على تسليم الأموال، فالمبالغ الكبيرة موضوعة بالبنوك وتدر عليهم فوائد وأرباح ضخمة، وليس بالأمر السهل التخلي عنها، بينما تسائل باقي المزارعون عن السبب في التأخير، علماً أنهم عادة يقبضون ثمن محصولهم بنفس يوم التسليم، فلماذا تغير الحال اليوم؟.

ولا يختلف حال المزارع “يوسف ونوس” من جرد ناحية العنازة، عن حال زملائه في القدموس، يقول “ونوس” لـ “سناك سوري” إنه سلم محصوله منذ أكثر من شهرين وينتظر استلام ثمنه حتى يتمكن من إكمال دورته الزراعية، فالمستلزمات مرتفعة الثمن، وليس بمقدوره الحصول عليها دون قبض ثمن المحصول السابق، لأن تجار هذه المستلزمات لا يقرضونه ثمنها، ودوماً يحاججونه بأن أسعار التبغ ارتفعت لترضيه وغيره، وليس له حجة في الدين.

اقرأ أيضاً: الحكومة لمزارع التبغ.. دخن عليها تنجلي

مصدر في مؤسسة التبغ _يفضل عدم الكشف عن اسمه_ علق لـ “سناك سوري” على هذا الملف قائلاً إن كميات الانتاج الضخمه وقيمتها العالية وتقديم المزارعين كميات أكبر من المصرح به، إضافة لاجراءات مالية خاصة بالمؤسسه وعلاقتها بالمصارف وعدم تواجد السيولة المطلوبة في بعض المصارف، هي سبب التأخير في تسليم ثمن المحاصيل، ولعل هناك سوء تقدير من بعض كوادر المؤسسه وتوقعاتهم للانتاج والمبالغ الواجب تخصيصها للمحصول أيضاً.

وأضاف أنه لا يوجد تأمين وقوانين تحمي المزارع، وهذا يتطلب إيجاد طرق سهلة للتعامل معه في مجال تسليم ثمن المحصول، كفتح حسابات مصرفية لكل مزارع، فالسعر بالسوق السوداء لا يعطي صورة واقعية عن الأسعار، لأن الإنتاج الكبير مع عدم وجود مشترين له يعني حكماً تخفيض الأسعار، خاصة وأن عمليات التصدير لا ترتقي للمطلوب، كما أن سعر التبغ في الدول المجاورة أقل وخاصة للصنف البلدي الأكبر إنتاجاً لدينا.

هامش: معدل إنتاج الدونم حوالي 100 كيلوغرام، ومتوسط سعر الكغ الواحد حوالي 1500 ليرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى