في مشهد يعيد الذاكرة إلى فترة ما قبل الأزمة السورية. جمع مئات السوريين على مائدة إفطار رمضاني جماعي في إحدى شوارع بلدة دوما بريف دمشق. تمتد الموائد المزينة بأطباق الطعام وتجتمع الأهالي في منظر يُصف بأنه “يشرح القلب ويعيد ذكريات الولائم الزفافية في زمن سابق قبل عام 2011. عندما كان السعادة والرضا يعمان الجميع”.
سناك سوري
نقل موقع “عنب بلدي” تصريح أحد المشاركين في الإفطار الجماعي قائلاً: “إن هذا اللقاء أعاد إليه ذكريات قديمة لم يشهدها منذ سنوات. خاصة مع بدء الصراع في الغوطة”. في الماضي. كانت الإفطارات الجماعية محصورة في الأئمة وبعض المستفيدين. ولكنها امتدت الآن لتشمل عددًا أكبر من السكان. ومن المنطقي أن يكون السبب وراء هذا التغيير هو الصراع المستمر بين الفصائل في الغوطة. حيث تسعى كل جماعة إلى اكتساب تأييد الناس بأساليب مختلفة. وهذا واحدة من تلك الطرق.
سكان الغوطة الشرقية. مثل غيرهم من السوريين. يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها. وذلك بفعل تجار الأزمة الذين يحتكرون تلك المواد ويبيعونها بأسعار خيالية تتجاوز بكثير أسعارها الأصلية في مناطق سيطرة الدولة السورية. هذا الغلاء المفرط يُسبب مشاكل لسكان الغوطة الشرقية ويضعهم في مأزق صعب. تكمن المشكلة في الاحتكار والتجار الذين يستغلون الأوضاع الصعبة للسكان ويستغلون حاجتهم لتلك المواد الأساسية. يتعين اتخاذ إجراءات جذرية لمعالجة هذه المشكلة وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة وعادلة.
اقرأ أيضاً: دراما رمضان.. نهايات قاسية وأخرى أنصفت المظلومين
في النهاية. يجب أن نضع في اعتبارنا أن السوريين يعانون ليس فقط من الحرب والدمار. وإنما أيضًا من التحديات اليومية مثل الغلاء والفقر وقلة فرص العمل. وفي حين أن الحل غالباً. لا يكمن في مشاهد رمضانية جميلة من إفطار رمضاني ومبادرات انسانية تحدث مرة واحدة بين الحين والآخر وتقتصر على وقت معين من السنة. إلا أنها بالتأكيد ذات تأثير وطابع إيجابي. ومن يدري ما الذي يخبؤه القدر لأصحاب النوايا الطيبة؟