أخر الأخبار

ذكرى حرب تموز حين قال الأسد: أسقطَت أنصاف الرجال

توترت العلاقات السورية السعودية منذ خطاب الرئيس بعد الحرب

سناك سوري _ محمد العمر 

تصادف اليوم الذكرى 14 لبداية عدوان “تموز 2006” الذي شنّه كيان الاحتلال الإسرائيلي على “لبنان” بذريعة خطف عناصر من “حزب الله” لجنود إسرائيليين بهدف إجراء عملية تبادل للأسرى.

وفي الوقت الذي تلقّى فيه “لبنان” والمقاومة دعماً صريحاً ومعلناً من “سوريا” كان لدول عربية أخرى رأي آخر، حيث صدر بيان من “السعودية” وصف فيه ما يجري بأنه «مغامرة غير محسوبة تقوم بها عناصر داخل الدولة و مَن وراءها دون الرجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية» في إشارة إلى ما فعله “حزب الله”.

كان البيان السعودي لافتاً من حيث تحميله “حزب الله” مسؤولية الحرب وتجاهله عدوان الاحتلال وقصفه للمدنيين اللبنانيين، وبعد 33 يوماً من العدوان توقف إطلاق النار بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 صباح يوم 14 آب.

يوم 15 آب 2006 أطلّ الرئيس السوري من “دمشق” في خطاب أمام مؤتمر اتحاد الصحفيين يتناول فيه مسألة الحرب، قائلاً «كان المواطن العربي قبل الحرب يرى الوضع العربي مع مساحيق تجميلية، هذه الحرب منعت استخدام هذه المساحيق لأنها فرزت المواقف بشكل كامل، لم يكن هناك من إمكان لحلول وسط في مثل هذه الحرب أسقطت أصحاب أنصاف المواقف أو أنصاف الرجال»

تلقّت “الرياض” مصطلح “أنصاف الرجال” بوصفه موجّهٌ لحكّامها تحديداً، وازداد الجفاء بين البلدين أكثر، بعد أن فترت العلاقات منذ بداية الاحتلال الأمريكي لـ”العراق” عام 2003 ومساندة “السعودية” للهجوم الأمريكي.

اقرأ أيضاً:بعد اتهامها بإدخال الكيماوي إلى “سوريا” هل تعود العلاقات مع “السعودية”؟

في 23 أيلول 2009 أجرى الرئيس “الأسد” زيارة مفاجئة إلى “جدة” شارك خلالها بافتتاح جامعة “الملك عبد الله للعلوم التقنية” وعقد جلسة ثنائية مع الملك السعودي الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” حول علاقات البلدين، وبحلول 7 تشرين الأول من العام ذاته ردَّ العاهل السعودي الزيارة وحطَّ في العاصمة السورية في أول زيارة له إلى “دمشق” منذ توليه عرش المملكة عام 2005.

بدا وكأن المياه عادت لمجاريها بين العاصمتين إلا أنه سرعان ما تجدد الخلاف بحلول آذار 2011، وبداية الأزمة السورية حين اتخذت “السعودية” موقفاً صريحاً في مناهضة السلطات السورية ودعم المعارضة بالمال والسلاح.

لاحقاً، سيكشف وزير الخارجية القطري السابق “حمد بن جاسم” معلومات عن الدور السعودي البارز في بداية الأزمة السورية لتسليح المعارضة وإدخال المقاتلين الأجانب عبر الحدود وتمويلهم وتسليحهم بهدف محاربة الحكومة السورية وتقويض حكم الرئيس “الأسد”.

وعلى الرغم من افتراق طريق “السعودية” عن “تركيا” و”قطر” بعد ذلك، إلا أنها حافظت على موقفها من الأزمة السورية، ولم تتجه لاتخاذ خطوات على غرار “الإمارات” حليفتها الجديدة، والتي فتحت سفارتها في “دمشق”، بينما فضّلت “الرياض” التريّث عملاً بنصائح غربية.

من “حرب تموز” و”أنصاف الرجال” إلى “الصيدة” التي تهاوشت دول الخليج، بقيت العلاقات السورية السعودية أقرب إلى الجفاء منها إلى التحالف والتقارب، ورغم رحيل الملك “عبد الله” وتسلّم شقيقه “سلمان” حكم “السعودية” بقي الحال على ما هو عليه، فيما قد يحمل ولي العهد الصاعد “محمد بن سلمان” رؤية مختلفة لعلاقات بلاده مع “دمشق” تخرج من عقدة تذكّر “أنصاف الرجال”.

اقرأ أيضاً:في ذكرى سحب سفيرها .. هل تعيد “السعودية” علاقاتها مع “سوريا”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى