الرئيسية

“علي علي”.. حلم الباش مهندس سرقه الفقدان

“علي” وجع سوري آخر.. الأم تحتضن ذكرياتها معه وصوره علّ الباب يطرق ويكون “علي”!

سناك سوري- نورس علي

تلتقط صورته تحدثها قليلاً ثم تودعها مكانها على حائط منزل مترف بالذكريات والوجع، “نجوى زاهر” أم فقدت ولدها “علي علي” عام 2017 في قرية “عويشنة الغريبة” بريف “حلب” الشرقي، وانقطعت أخباره تماماً عن عالمها الذي لم يعد فيه سوى الذكريات كالكثير من الأمهات السوريات اللواتي فقدن أولادهن خلال الحرب.

تقول “زاهر” بينما تحتضن صورة لـ”علي”: «كان حلمه أن يصبح مهندساً، وبالفعل تمكن من نيل مجموع كافي لدخول الهندسة، كان سيصبح باش مهندس، لولا الحرب اللعينة».

الوالدة “نجوى زاهر”

“زاهر” تصف ابنها بأنه كان حنوناً قريباً منها بشكل خاص، يفهم حاجتها دون أن تتكلم بها، كما تروي بحرقة الأم التي يعتصر قلبها الشوق والخوف مع سحابة أمل أضفت على المكان قليلاً من الطمأنينة، تضيف: «أزور غرفته كل يوم عشرات المرات أشتم فيها رائحته، أنظر إلى طاولته الصغيرة وأقول في نفسي لابد أنه هنا سيعود بعد قليل لإكمال عمل ما، لا أريد أن أصدق أنه بعيد في مكان لا أعلم عنه شيئاً».

اقرأ أيضاً: أم المختطف كانت تحلم بمستقبله واليوم برؤيته!

ينحدر “علي” من قرية “التون المرقب” في “بانياس” التابعة لمحافظة “طرطوس”، أمضى حياته في مجتمعه القروي الذي يشهد له بحسن المعشر والتهذيب، تضيف والدته لـ”سناك سوري”: «يسألون عنه دائماً وإن كانت هناك أي أخبار جديدة، خصوصاً كبار السن الذين كان يلاطفهم ويمضي وقتاً طويلاً يستمع لهم ولسيرهم، أجيبهم لا جديد سوى أملي بعودته، وهم يبتسمون ويرتفعون بالدعاء لعودته سالماً».

كان حلم الأم أن يدرس ابنها الهندسة الا أن الظروف ساقته إلى العسكرية كما تقول مضيفةً «كان حلمي أن أصبح والدة الباش مهندس، رأيته في أحلام يقظتي مهندساً يخطط المشاريع الكبيرة، اجتهاده كان سبباً كافياً لأن أدرك أن حلمي وحلمه سيصبح حقيقة لكنها الحرب اللعينة سرقت أولادنا وأحلامهم وتركتنا عراة إلا من الوجع».

اقرأ أيضاً:  “أم أيمن” تنتظر ابنها المختطف منذ 4 سنوات.. أحلم به كل يوم

“زاهر” لم تجاهد لإخفاء دموعها، ونحن أيضاً مثلها لم نحبسها، لم يكن هناك من داع لحبسها أمام رهبة اللحظة حين تصرخ أمٌ ولا تجد ابنها، حين تروي لك كيف أنها حلمت برؤية أحفادها وملاعبتهم قبل أن تدرك أن أباهم لم ينجبهم، اختفى قبل أن يتزوج أصلاً، تقول الأم: «أملي بعودته هو ما يبقيني على قيد الحياة».

المختطف “علي علي”

والد “علي” لم يحتمل صدمة اختفاء ابنه، فقرر المغادرة إلى “لبنان” بحجة العمل، إلا أن الوالدة تؤكد أنه سافر هرباً من ذكرياته داخل منزل العائلة مع ابنه المفقود ذو الـ22 ربيعاً.

تصنف حالة “علي” ضمن خانة “المفقودين” وهم كثر في هذه الحرب، وتنتظر عائلته يومياً خبراً عن مصيره فأمه تعيش على الإيمان بعودته وهذا الأمل ما يعينها إمضاء أيامها في غيابه.

يوجد في سوريا عشرات آلاف المفقودين الذين ينتظر كشف مصيرهم، على أمل أن يكون هذا اليوم ليس بعيداً وألا يبقى هذا الملف معلقاً لمدة طويلة.

اقرأ أيضاً: حملة للتذكير بالمختطفين في سوريا… بالتزامن مع ذكرى حادثة “مشفى الكندي”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى