الرئيسيةتقاريرسناك ساخن

الأزمة الإنسانية تتفاقم في حلب.. من يلبي احتياجات المدنيين من خبز ودواء؟

كيف يبدو الوضع الإنساني في حلب بعد أقل من يومين على سيطرة النصرة؟

مازال أهالي يبحثون عن ممرات آمنة للخروج من حلب في ظل تعقد الظروف الأمنية والاقتصادية فيها وضبابية المشهد منذ مساء الخميس عقب سيطرة جبهة النصرة عليها.

سناك سوري-خاص

في حين يفضل آخرون البقاء فيها تحت أي ظرف كان بينما تشهد المدينة اشتباكات متقطعة في بعض المناطق وانتشاراً لعناصر جبهة النصرة في شوارعها. وحظراً للتجول في الليل وغارات جوية وانعداماً لسبل الحياة.

«كنا نجيب أكلاتنا كل يوم بيومه إذا في شغل، هلأ لا شغل ولا شي»، تروي “غادة” معاناتها بحسرة مختصرة بعبارتها المركزة تلك حال معظم أهالي مدينة “حلب” الذين كانوا لا يملكون أكثر من الخبز وقوت يومهم يشترونه بعد نهار عمل مضني. اليوم توقف العمل مع دخول جبهة النصرة إلى المدينة، والتزم الأهالي منازلهم بحالة ترقب تزداد رهبة مع مخاوف الجوع وعدم العثور على طعام.

تعيش أم عمر في حي “الميسر” الشعبي شرقي “حلب” حيث كانت العوائل تعتاش من دخل الأعمال الحرة مثل البسطات والمحال التجارية وغيرها. تقول “أم عمر” لـ سناك سوري إن عائلتها وعائلة زوجها منذ يوم الجمعة بلا خبز، حتى أنهم اضطروا لتناول الخبز اليابس الذي كانوا يتركونه للعصافير.

وتضيف السيدة التي يعمل زوجها على بسطة لبيع القهوة إنه لايمكن أن تشحن رصيد لهاتفك حالياً في حلب. وأضافت أن أقاربها الذين يعيشون في طرطوس (نازحين مما قبل 2016) أرسلوا لها رصيد موبايل لكي تتمكن من الاتصال. كما أن معظم المحال التجارية مغلقة. مشيرة أنهم يعتمدون في طعامهم على الموجود من أرز وبرغل وعدس. إلا أن المخزون البسيط أوشك على النفاذ ما اضطرهم لفرض حالة تقنين، وترك القسم الأكبر من الطعام المتوفر للأطفال فقط.

ولتلافي مشكلة نقص الغاز فجأة، قالت “أم محمد” إن الأقارب بدأوا بالاجتماع في منزل واحد، بحيث يتم الطهي مرة واحدة للجميع على أمل توفير الغاز. وفيما يخص الكهرباء لا كهرباء حكومية في حيهم وكانوا يعتمدون على الأمبيرات التي توقفت عن العمل تقريباً ومن يوم الخميس وحتى صباح اليوم الأحد تم وصل الأمبيرات مرة واحدة لمدة ساعتين أمس السبت.

أما المشكلة الأكبر فهي تأمين الأدوية، حيث إن معظم الصيدليات مغلقة من ظهر الخميس الفائت. وابن شقيقها يعاني من متلازمة داون وهو يحتاج إلى دواء بشكل مستمر. كان والده يشتريه له بشكل أسبوعي كون أجرته أسبوعية. «واليوم لا عمل ولا دواء ولا صيدلية مفتوحة أساساً ما يهدد وضعه بالتراجع».

أهالي حلب يبحثون عن طعام وخبز ودواء

وأعلنت جبهة النصرة “المصنفة إرهابية” في بيان لها أمس السبت. عن فرض حظر تجوال في حلب بدأ منذ الخامسة ظهر أمس السبت ويستمر حتى الساعة الخامسة اليوم الأحد. وهو ما زاد من معاناة المدنيين الذين لم يعودوا قادرين على الخروج لإحضار الخبز أو الطعام من أقاربهم أو معارفهم إن توفر لديهم.

وهذا ما ظهر جلياً في منشورات وتعليقات أهالي حلب عبر الفيسبوك. الذين لجأوا إلى صفحات الفيسبوك الخاصة بالمدينة لطلب الخبز والطعام. حيث نشر مواطنون في حلب منشورات وتعليقات متنوعة تشير إلى تفاقم المعاناة وزيادة الاحتياجات .

“فاطمة” تعيش بحي “المشهد” وتحتاج خبزاً متسائلة إن كان أحد قريب عليها ليساعدها. في حين روّت “سمر” كيف أن الخضار والبقوليات نفذت بينما تعيش مع عائلتها على بقايا الخبز والزيتون بانتظار الفرج.

عائلة “وردة” اضطرت لتناول الخبز اليابس، وعائلة “خلود” في حلب كذلك تعاني من فقدان الخبز والطعام والمياه وتوقف العمل والدخل بالكامل. أما “ميس” فعرضت تقاسم الـ10 أرغفة التي تمتلكها مع من يحتاج والمشكلة في الحظر الذي لا يجرؤ أحد على كسره.

“هدى” لا تعاني فقط من فقدان الخبز وإنما من فقدان الدواء لوالديها كبار السن. و”صوفي” أكدت أن حظر التجوال منعهم من الخروج والبحث عن الطعام. أما “أماني” فاشتكت غياب الطعام والدفء بظل الجو القارص. أما “هبة” فلم تنجح بالحصول على راتبها، وشاركت همومها مع البقية فكيف ستطعم أطفاها الصغار.

من يلبي احتياجات أهالي حلب؟

مساء الخميس وقبل فرض جبهة النصرة حظر التجوال، حاول أهالي “حلب” الخروج والتزود بالمواد الغذائية بكثافة كبيرة. لدرجة كادت رفوف المحلات الكبرى تفرغ من الموجودات. بينما نفذت بعض المواد بالكامل مثل الخبز والبيض واللبن والجبنة الخضراء. وفق ما أكده مراسلو سناك سوري في حلب.

وأضافت مصادر سناك سوري صباح اليوم الأحد أن أفران حلب تفتقد للدقيق والذي عادة ما تؤمنه المؤسسات الحكومية في المدينة والتي سيطرت عليها جبهة النصرة كلها. أما بسطات الخضار فهي تحتوي بعض الخضار التي تعود لأيام سابقة ولم يسجل حتى اليوم دخول شاحنات خضار تذكر نظراً لعوامل عديدة أهمها المخاطر الأمنية.

فيما تتمثل المعاناة الكبرى اليوم بالمياه فمعظم الخزانات العامة قد فرغت، وتحتاج إلى إعادة ضخ من مركز مؤسسة المياه في “سليمان الحلبي” لكن العمال لا يستطيعون الوصول إليه.

وبطبيعة الحال فإن الجامعات والمدارس مغلقة بالكامل. ومع استمرار الوضع على ما هو عليه فإن المعاناة ستتفاقم خصوصاً لدى الأسر الفقيرة التي فقدت أعمالها وتعتاش على مبدأ “كل يوم بيومه”، وسط مشهد يزداد قتامة، فمن يساعد المدنيين ويضمن وصولهم إلى احتياجاتهم الأساسية من طعام وغذاء ودواء؟

زر الذهاب إلى الأعلى