الرئيسية

أماني حمصي .. امرأة سورية تصيد الطيور والطرائد

ابنة حلب التي تعيش في جبلة تجوب الغابات بحثاً عن صيدها

سناك سوري – سها كامل

«والله نزلتو»، لازالت الشابة الصيادة “أماني حمصي” تذكر هذه العبارة، التي قالها زملائها الصيادون، حين نجحت باصطياد أول طير في حياتها، لقد حققت إصابة هدفها دون أن تمنعها نسويتها، فالصيد ليس حكراً على الرجال سوى بالصورة النمطية السائدة في مجتمعنا.

تستذكر “حمصي” الموقف عام 2013، حين حطّ طير على الشجرة المقابلة لمجموعة من الصيادين في “ريف جبلة”، بينهم زوجها، ليقول لها أحدهم “بسرعة اصطاديه”، ارتبكت كثيراً كما تقول، وتضيف لـ”سناك سوري”: «بدأت ارتجف من الخجل خوفاً من إخطاء الهدف، لكن صوّبت عليه، وفعلتها».

سرت البهجة في نفس “حمصي”، حتى أنها ركضت مسرعة تحمل البندقية بحثاً عن طير آخر، لتعلو ضحكات المجموعة، فكانت هذه البداية لتصبح صيادة ماهرة.

ابنة مدينة حلب التي كان حلمها أن تدخل الكلية الحربية ولم تتمكن من تحقيقه لظروف عدة، حطت رحالها العام 2012 في مدينة جبلة، وتزوجت من صيّاد في قرية “العيدية”، وبدأت معه رحلتها في الغابات الخضراء للصيد لا الغزل، تضيف: «بعد زواجي وكون زوجي صياد اكتشفت في نفسي هواية الصيد، أكثر ما أثار اهتمامي هو أن قرية زوجي معظم سكانها من الصيادين».
لاحقاً تحول الصيد في حياة “حمصي”، إلى شغف كما تقول، وتضيف: «صرتُ أبحث أيضاً على “الانترنت” عن طرق القنص و الصيد، عن أسماء الطيور ومعلومات عنها، و كان للباحث الدكتور “إياد السليم”، فضل عليّ في ذلك، لم يبخل بأية معلومات مفصلة طلبتها منه».

اقرأ أيضاً: في عزّ الأزمة امرأة في “حلب” تقود عملية توزيع الغاز بنجاح

الصيد هواية والبعض ظنوا أنها رجل

منذ عدّة سنوات، انضمت “حمصي” إلى غروبات الصيد العديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت بتوثيق رحلات صيدها عبر قصص قصيرة، توضح: «كنت أكتب فيها قصص الصيد القصيرة ليلاً لأنشرها نهاراً، لقيت منشوراتي إقبالاً كبيراً، لكن البعض شكك بكوني إمرأة ظنوا أني في الحقيقة رجل صيّاد يتستر باسم امرأة، إلى أن أصبحت أنشر صوري في رحلات صيدي، للطيور والأرانب والبط والدلم..إلخ».

اقرأ أيضاً: من هما السوريتان ضمن قائمة الـ 100 امرأة الأكثر تأثيراً في العالم؟

لم تخلُ تجربة “حمصي” من الانتقاد والاستغراب في مجتمع يصر على أن هناك بعض أنواع الهوايات أو الأعمال حكر على الرجال فحسب، من بينها الصيد، كما تقول وتضيف: «لكن هذا لم يمنعني من إكمال الطريق وممارسة هوايتي».

يذكر أن الصيادة السورية ترفض الصيد الجائر وتدعو إلى توفير بيئة قانونية صارمة للصيد، تحدد مواسمه وأنواعه وطرقه بما يخدم الطبيعة والصياد معاً.

اقرأ أيضاً: “إلهام صورخان” أول امرأة تدير مديرية تربية في “سوريا”

ما رأيكم بتجربة “أماني”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى