ياسر العظمة: الدراما السورية تحتضر ومقطوع الأمل منها
العظمة: الجرأة بالدراما السورية باتت "مشرشحة تدل على اختفاء الذوق"
قال الفنان “ياسر العظمة”، إن واقع الدراما السورية مريض يحتضر، مقطوع الأمل منه. ودخل في غيبوبة حيث بات من الصعب عليه التجاوب مع المحيط.
سناك سوري – دمشق
وخلال حلقة جديدة من برنامجه “مع ياسر العظمة” تحت عنوان “دراما يا دموع العين دراما”. أضاف أن من يتابعها يتنبأ أن القائم عليها، إما جاهل، أو أُميّ، أو غبي أو تاجر، أو الكل سويةً. وأكد أنه لم يرَ مسلسل إلى هذه اللحظة، يمكن التفاخر به، أو حضور أكثر من حلقتين منه للإطلاع على الواقع.
اقرأ أيضاً:مروان قاووق: بسبب جهود قبنض أصبح باب الحارة تريند عالمي
وكانت البداية بـ”باب الحارة”، الذي يراه افتراء سافر وتاريخ مزور، وأن “دمشق” ليست كما عرضها، وأن من كتبه قام بتأليف حارة من خياله. ووضع فيها بعض الزعران وزعيم، إضافةً لتشويه صورة المرأة وسحقها.
وأضاف أن النقاد والصحفيين لم يقفوا ساكتين، بل واجهوا العمل، وكشفوا أخطاءه، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وتزداد أجزاؤه التي يبدو أنها مستمرة إلى يوم القيامة. ونقد طريقة المفردات المتداولة بالعمل. مؤكداً أنه ابن “الشام” ولم يسمع أحد من محيطه استخدمها.
وأن التاريخ السوري في تلك الحقبة، كان مليئاً بالأسماء اللامعة مثل “فارس الخوري”، “لطفي الحفار”، “هاشم بيك الأتاسي”. إضافة للأديبات والجامعيّات، لما لم يتم الحديث عنهم أيضاً، وفيه باتت “الداية” بطلة تجول المنازل.
اقرأ أيضاً:هل نجحت أعمال البيئة الشامية بإظهار جديد خلال أجزائها الأخرى؟
وتم اختراع نغمة إنتاج أعمال البيئة الشامية وبأجزاء مستمرة، يتم عرضها دون الرجوع لمدقق تاريخي مثقف، عبارة عن حكايات أطفال صغار. ومازال التشويه مستمر، وعقول الناس مخدة، وأكد أن السبب هو أزمة نصوص والكتّاب لا يعرفون الكتابة عن الحاضر، فهربوا للماضي.
وأضاف أن المخرجين يقلدون بعضهم، وبات الرأي لشركات الإنتاج محطات كانت أو أشخاص، موضحاً أن لا لوم على أي ممثل أو فني مشارك. كونهم يرغبون بالعمل، وليس مهمتهم التدقيق في المعلومات، أما الجمهور وفق رأي “العظمة”، اعتاد على المر على أنه عسل، أي تم “غشه”، وبات في كل عام يحتاج لملعقة من ذاك الدواء المر “باب الحارة”.
اقرأ أيضاً:سلاف فواخرجي تدافع عن الجرأة بالدراما السورية وتدعمها
وانتقل بعدها “العظمة” للحديث عن مفهوم الجرأة بالدراما، فهي عند الكتّاب والجهات المنتجة تتلخص بالعلاقة بين المرأة والرجل. وهتك جدار الحشمة، اللباس الفاضح، القبل والإيحاءات والتصوير على أسرة غرفة النوم.
وأضاف أن الجرأة في المسلسلات السورية فاقت “هوليود”، جرأتنا حسب وصفه “مشرشحة تدل على اختفاء الذوق”، وخلق مشاهد. تهدف لاصطياد الجمهور والإيقاع باليافعين وإفساد الجيل، تحت مسمى الضرورة الدرامية.
وذكر مثال عن الأعمال المليئة بالخيانات المستمدة من قصص أفلام أجنبية وتحولت لمسلسل على أنها من واقعنا. وهي لا تشبهنا ولا تشبه بيئاتنا.
اقرأ أيضاً:ياسر العظمة: لما تحس رأيك ما الو قيمة طبيعي تفكر بالهجرة
والأمثلة على شبيهات تلك المسلسلات لا يحصى، وأغلبها من إنتاج لبناني بممثلين من سوريا ومصر هدفها الربح، والإساءة بإصرار واستمرار. والمحطات العربية تتسابق لشرائها، أما المسلسلات ذات الهدف النبيل والفكرة الرائعة التي تبحث عن القوة والعلم لا سوق لها.
مؤخراً تم عرض مسلسل اعتبروه جريء، تابع “العظمة” حديثه، بأن جرأته مبنية على تشويه نقاء وطهر الشام. التي كانت تسمى “شام شريف”. أرض الطهر، عرضوها على أنها “فجر وعهر”. مضيفاً أن الرخيص يبحث عن الرخيص.
وقال أن هناك مسلسل بطلته مغنية وراقصة ومعها طبال، مسلسل ضعيف يميل للتفاهة، ليس من بيئتنا، بموضوع مسروق من الفن المصري من زمان. متسائلاً عن سر الجفاف بأذهان الكتّاب، أين الدعم للمؤلفين البارزين والبصمة العربية. مبيناً أن قصده مؤلفو الأعمال الجيدة فقط.
ونوه “العظمة” إلى الظلم الذي يعيشه الكاتب، وأن الممثل يتبع للمخرج والمخرج للنص، فما دائماً تسلط الأضواء على المخرجين والممثلين ويبقى الكاتب على الهامش في الظل، علماً أنه المهندس الأول للعمل.
كما لم يغفل “العظمة” بحديثه عن العناوين المستخدمة بالأعمال الدرامية مؤخراً، والمضحكة حسب وصفه مثل “دوتن تاون”. “ديفا”، “أوركيديا”، “تشيللو” وغيرها، مؤكداً أنها أسماء مطاعم. ووجه سؤال إن كنا سنصبح “أكابر” بحال تسميتها بغير اللغة العربية، رغم غزارتها بالمفردات، أم أن الأجانب هم من يتابعونها.
اقرأ أيضاً:الثنائية الفريدة: وليد سيف كتب بالحروف وحاتم علي بالصور
وعن مسلسلات العنف والمخدرات والمافيا، وصف “العظمة” بأننا نحلق من خلالها بأجنحة مكسورة في أفق ليس أفقنا، وذكر مثال. عن أحد الأعمال دون تحديد اسمه، والذي تصدر المشهد وصنعوا منه أكثر من جزء، كمحرض للعنف، واكتفى صنّاعه ببطل وسيم، سيحبوه البنات، ماهو إلا عمل إفسادي مغرض وأهدافه غير نبيلة.
وختم “العظمة” حديثه أن المنتجين هم السبب الرئيسي لتدهور الدراما ومرضها، وقال وفق المثل الشعبي، على أن الإنسان الحذر من . “جاهل حفظ سطرين، وجوعان صار معو قرشين”، وأن اسم الفنان دائماً يرتبط بالبلد الذي بدأ منه، ويحاول رفع اسمه عالياً، وذكر أسماء عالمية. “بيتهوفن” لنقول “ألمانيا”، “جيمس كاميرون” نتذكر “كندا”، أما “سوريا” نتذكر “باب الحارة”.