تعاطت الصحف الحكومية وشبه الحكومية الناشطة في “سوريا”، مع مسألة رفع الدعم عن شرائح معينة من السوريين، بطريقة واحدة تقريباً، من حيث نقل وجهة النظر الحكومية والترويج لها، مقابل تجاهل تام لوجهة نظر الشارع، بينما تفردت وكالة سانا الرسمية، بنشر مواد عن رسوم التعليم الرمزية، ودعم المياه، وكأنها تريد أن تبرز مزايا الدعم الحكومي وتذكر به بطريقة غير مباشرة، في الوقت الذي عكس الفيسبوك المزاج الشعبي بالكامل، ونجح في أن يكون منبرا للسوريين مرة أخرى.
سناك سوري-خاص
أيٍ من الصحف الحكومية أو وكالة الأنباء الرسمية، لم ينقلوا إعلان الحكومة رفع الدعم، والذي تم تمريره من دون أي إعلان رسمي، حيث نام المواطن مدعوما واستفاق مستبعدا، (ويا غافل بوجهك على تطبيق وين).
صحيفة تشرين مثلاً، والتي كانت ما قبل عام 2020، تشتهر بتحقيقاتها القوية، اكتفت خلال يومي الثلاثاء يوم رفع الدعم واليوم الأربعاء، بنقل الأخبار الحكومية عن الدعم، بعد الأخطاء التي رافقت العملية، واحتجاج غالبية المستبعدين على رفع الدعم عنهم، مقابل مادة صحفية أخرى، تضمنت لقاءا مع مدير التشغيل والصيانة في الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية، “عيسى عيسى”، قال فيها إن البطاقات المستبعدة من الدعم، ستحقق تخفيفا من العجز بمقدار أكثر من ألف مليار ليرة سورية، فيما بدا وكأنه عامل تثقيل إضافي للقرار.
اقرأ أيضاً: كيف تعاطت صحيفة البعث مع موضوع رفع الدعم؟
ولم يختلف الحال في صحيفة الثورة أيضاً، التي حرصت بدورها على نشر آخر أخبار الحكومة حول قرارات رفع الدعم، والإعلانات التي أصدرتها الوزارات لاحقا، بخصوص الاعتراض على وجود أخطاء لدى غالبية المستبعدين من الدعم.
بدورها لم تذكر صحيفة الوطن أي خبر مختلف عن أخبار اجتماعات الحكومة، وآخر تطورات قرارات رفع الدعم بعد الاجتماع الحكومي، كذلك كان الحال في موقعها الإلكتروني الوطن أون لاين، لتغيب وجهة نظر الشارع عن الصحيفة شبه الرسمية أيضاً.
أما وكالة سانا، فكما ذكرنا أعلاه، وبالإضافة إلى نشر أخبار تطورات القرارات الحكومية حول مسألة رفع الدعم، تفردت بعرض إنجازات الحكومة في دعم التعليم وأجور الجامعات السنوية الرمزية، كذلك إيصال المياه المدعومة إلى المواطنين.
يذكر أن وزير الإعلام، “بطرس حلاق“، كان قد قال شهر تشرين الثاني الفائت، إن «خطة وزارة الإعلام التي ناقشها مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية تتضمن، تعزيز مفهوم إعلام الدولة وليس الإعلام الحكومي».